المشركين للدلالة على شناعة حالهم وإنهم لما تفرقوا مع علمهم كان غيرهم بذلك أولى، فاقتصر عليهم لأنهم أشد جرماً، أو أنه يعلم حال غيرهم بالطريق الأولى فهو من باب الاكتفاء.
فالمعنى وما تفرق الذين أوتوا الكتاب ولا المشركون إلا من بعد الخ قال المفسرون لم يزل أهل الكتاب مجتمعين حتى بعث الله سبحانه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، فلما بعث تفرقوا في أمره واختلفوا فآمن به بعضهم وكفر آخرون.
والاستثناء مفرغ من أعم الأوقات أي وما تفرقوا في وقت من الأوقات إلا من بعد ما جاءتهم الحجة الواضحة، وهي بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالشريعة الغراء والمحجمة البيضاء أو هو صلى الله عليه وسلم، وقيل البينة القرآن وقيل البينة هو البيان الواضح الذي في كتبهم أنه نبي مرسل كقوله (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم).
قال القرطبي قال العلماء: من أول السورة إلى قوله (كتب قيمة) حكمها فيمن آمن من أهل الكتاب والمشركين، وقوله (وما تفرق الذين) الخ فيمن لم يؤمن من أهل الكتاب والمشركين بعد قيام الحجج.