للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن ابن عباس قال لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) دعا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاطمة وقال: " إنه قد نعيت إليّ نفسي فبكت ثم ضحكت، وقالت أخبرني أنه نعيت إليه نفسي فبكيت، فقال اصبري فإنك أول أهلي لحاقاً بي فضحكت " أخرجه البيهقي " (١).

ولقد تقدم في سورة الزلزلة أن هذه السورة تعدل ربع القرآن وهي آخر سورة نزلت جميعاً.


(١) روى مسلم في " صحيحه " رقم (٣٠٢٤) عن عبيد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباس: تعلم (وقال هارون: تدري) آخر سورة نزلت في القرآن، نزلت جميعاً؟
قلت: نعم (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) قال: صدقت، قال مسلم: وفي رواية ابن أبي شيبة (أحد الرواة): تعلم أي سورة، ولم يقل: آخر. قال الحافظ في " الفتح " ٨/ ٥٦٤: وأخرج النسائي من حديث ابن عباس أنها آخر سورة نزلت في القرآن، قال: وقد تقدم في تفسير (براءة) أنها آخر سورة نزلت، قال: والجمع بينهما أن آخرية سورة النصر، نزولها كاملة، بخلاف (براءة)، فالمراد نزول بعضها أو معظمها، وإلا ففيها آيات كثيرة نزلت قبل سنة الوفاة النبوية، وأوضح في ذلك أن أول (براءة) نزل عقب فتح مكة في سنة تسع عام حج أبي بكر، وقد نزل (اليوم أكملت لكم دينكم) وهي في (المائدة) في حجة الوداع سنة عشر، فالظاهر أن المراد معظمها، ولا شك أن غالبها نزل في غزوة تبوك، وهي آخر غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم -.
⦗٤٢٩⦘
هذا بالنسبة للسورة، وأما بالنسبة لآخر آية نزلت، فقد روى البخاري عن ابن عباس: آخر آية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - آية الربا وفي " الفتح ": وجاء عن ابن عباس أيضاًً من وجه آخر: " آخر آية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -: (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) أخرجه الطبري من طرق. قال الحافظ: وطريق الجمع بين هذين القولين أن هذه الآية ختام الآيات المنزلة في الربا، وهي معطوفة عليهن، ثم قال: وأما ما سيأتي في آخر سورة (النساء) من حديث البراء: آخر آية نزلت (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) فيجمع بينه وبين قول ابن عباس، بأن الآيتين نزلتا جميعاً، فيصدق أن ...

<<  <  ج: ص:  >  >>