للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن أنس قال " جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إني أحب هذه السورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " حبك إياها أدخلك الجنة " رواه أحمد والترمذي وابن الضريس والبيهقي في سننه.

وقد وردت أحاديث كثيرة في أن من قرأ هذه السورة كذا غفر له ذنوب كذا وكذا، وهي في السنن وغيرها ولكنها ضعيفة غريبة، وفيها من هو متهم بالوضع، وقد روي من غير وجه أنها تعدل ثلث القرآن (١) وفيها ما هو صحيح وفيها ما هو حسن.

فمن ذلك ما أخرجه أحمد والبخاري وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن يعني (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) " (٢)، قيل ولاشتمال هذه السورة مع قصرها على جميع المعارف الإلهية، والرد على من ألحد فيها جاء في الحديث أنها تعدل ثلث القرآن، فإن مقاصده محصورة في بيان العقائد والأحكام والقصص، وما في الكشاف من أنها تعدل القرآن كله قال الدواني لم أره في شيء من كتب التفسير والحديث انتهى.

ولو لم يرد في فضل هذه السورة إلا حديث عائشة عند البخاري ومسلم وغيرهما، أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعث رجلاً في سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال " سلوه لأي شيء يصنع ذلك " فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال " أخبروه أن الله تعالى يحبه ".

هذا لفظ البخاري في كتاب التوحيد، وأخرج البخاري أيضاً في كتاب الصلاة من حديث أنس قال كان رجلاً من الأنصار في مسجد قباء فكان كلما افتتح سورة فقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ


(١) رواه مسلم في " صحيحه " ١/ ٥٥٧ ولفظه بتمامه: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احشدوا (اجتمعوا) فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبرٌ جاء من السماء، فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " إني قلت لكم: سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن ".
(٢) رواه البخاري في " صحيحه " ٦/ ١٠٥ باب فضل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ولفظه بتمامه: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه سمع رجلاً يقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) يردِّدها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن ".

<<  <  ج: ص:  >  >>