عليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها " أخرجه مالك في الموطأ وهو في الصحيحين من طريق مالك.
وعن زيد بن أرقم قال: " سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال إن رجلاً من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان، فأرسل علياً فجاء به فأمره أن يحل العقد ويقرأ بآية ويحل حتى قام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كأنما نشط من عقال " أخرجه عبد بن حميد في مسنده وأخرجه ابن مردويه من حديث عائشة مطولاً وكذلك من حديث ابن عباس.
قيل وكانت مدة سحره - صلى الله عليه وسلم - أربعين يوماً وقيل ستة أشهر وقيل عاماً قال الحافظ ابن حجر وهو المعتمد.
قال الراغب تأثير السحر في النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن من حيث أنه نبي، وإنما كان في بدنه حيث أنه إنسان أو بشر كما كان يأكل ويتغوط ويغضب ويشتهي ويمرض فتأثيره فيه من حيث هو بشر لا من حيث هو نبي.
وإنما يكون ذلك قادحاً في النبوة لو وجد للسحر تأثير في أمر يرجع للنبوة كما أن جرحه وكسر ثنيته يوم أحد لم يقدح فيما ضمن الله له من عصمته في قوله (والله يعصمك من الناس) وكما لا اعتداد بما يقع في الإسلام من غلبة بعض المشركين على بعض النواحي فيما ذكر من كمال الإسلام في قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم).
قال القاضي ولا يجب ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور لأنهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحراء.
ومذهب أهل السنة أن السحر حق وله حقيقة ويكون بالقول والفعل، ويؤلم ويمرض ويقتل ويفرق بين الزوجين، وتمام الكلام على هذا في حاشية سليمان الجمل فارجع إليه.
وقد ورد في فضل المعوذتين وفي قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهما في الصلاة وغيرها أحاديث، وفيما ذكرناه كفاية.