وأصل التفسير من التفسرة وهو الدليل الذي ينظر فيه الطبيب فيكشف عن علة المريض، كذلك المفسر يكشف عن شأن الآية وقصتها، واشتقاق التأويل من الأول وهو الرجوع يقال أولته فآل أي صرفته فانصرف انتهى، والفرق بينهما أن التفسير موقوف على النقل المسموع، والتأويل موقوف على الفهم الصحيح.
وفي الحديث " أنزل القرآن على سبعة أحرف "(١) واختلفوا في المراد بها على أقوال ذكرتها في الأكسير.
والسور باعتبار الناسخ والمنسوخ على أقسام، ذكر سليمان الجمل بعض ذلك في حاشيته على الجلالين، وقد أوضحت المرام في إفادة الشيوخ بما لا مزيد عليه، وتفصيل حروف القرآن ذكرها النسفي في كتابه (مجمع العلوم ومطلع النجوم) وليست هذه من التفسير في شيء وأما علوم القرآن فقد استوعبها السيوطي في الاتقان، على وجه البسط والإيقان، ولا دخل لكلها في فن التفسير، وعقد النظام النيسابوري في تفسيره مقدمات أكثرها بمعزل عن علم التفسير، ولهذا لم نتكلم عليها في تفسيرنا هذا إلا في الشيء اليسير.
وها أنا أشرع الآن بحمد الله في تحرير ما هو بصائر أولي النهى والتمييز، في تفسير الكتاب العزيز، وبحسن توفيقه أقول وهو الموفق لكل خير والمعطي كل مسؤول. المؤلف
(١) صحيح الجامع/١٥٠٧ وانظر مقدمة تفسير القرطبي حول هذا الموضوع ص ٣٨ وما بعدها.