وقال ابن عباس: استغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقيل أنها منسوقة على ما ينفق أي ويتخذ ما ينفق وصلوات الرسول قربة، وجوزه ابن عطية ولم يذكر أبو البقاء غيره، وظاهر كلام الزمخشري أنها نسق على قربات كما تقدم.
ثم إنه سبحانه بين بأن ما ينفقه هذا النوع من الأعراب تقرباً إلى الله مقبول واقع على الوجه الذي أرادوه فقال:(ألا إنها قربة لهم) أخبر سبحانه بقبولها خبراً مؤكداً باسمية الجملة وحرفي التنبيه والتحقيق؛ وفي هذا من التطييب لخواطرهم والطمأنينة لقلوبهم ما لا يقادر قدره مع ما يتضمنه من النعي على من يتخذ ما ينفق مغرماً والتوبيخ له بأبلغ وجه، والضمير في (إنها) راجع إلى ما في ما ينفق وتأنيثه باعتبار الخبر وقيل راجع إلى صلوات الرسول صلى الله عليه وسلم والأول أولى. ثم فسر سبحانه القربة بقوله:(سيدخلهم الله في رحمته) السين لتحقيق الوعد. وهذه النعمة هي أقصى مرادهم (إن الله غفور) لأهل طاعته (رحيم) بعباده