المذكورة عند سفرهم إلى الشام للتجارة. فإنهم يمرون بها مراراً أي: يرون آثارها، وآثار ما حل بأهلها، وقيل: للتقرير، أي: حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه، وهو ما بعد النفي، أي: ليقروا بأنهم رأوها حتى يعتبروا بها، والفاء للعطف على مقدر، أي لم يكونوا ينظرون إليها فلم يكونوا يرونها، أو كانوا ينظرون إليها فلم يكونوا يرونها في مرات مرورهم ليتعظوا بما كانوا يشاهدونه من آثار العذاب، فالمنكر في الأول: ترك النظر وعدم الرؤية معاً، والمنكر في الثاني: عدم الرؤية مع تحقق النظر، الوجب لها.
(بل كانوا لا يرجون) أي: لا يأملون (نشوراً) أي بعثاً أضرب سبحانه عما سبق، من عدم رؤيتهم لتلك الآثار، إلى عدم رجاء البعث منهم، المستلزم لعدم رجائهم للجزاء، أو معنى يرجون يخافون، على اللغة التهامية