محمد، وتعجب منه والوجه الآخر أنه لا تقديم، ولا تأخير، لاستوائهما في التعريف، قاله السمين فادعاء القلب ليس بجيد، لأنه من ضرورات الشعر وقال أبو السعود بالوجه الأول، ثم قال: ومن توهم أنهما على الترتيب بناء على تساويها في التعريف؛ فقد غاب عنه أن المفعول الثاني في هذا الباب هو المتلبس بالحالة الحادثة، أي أرأيت من جعل هواه إلهاً لنفسه، من غير أن يلاحظه، وبنى عليه أمر دينه، معرضاً عن استماع الحجة الباهرة، والبرهان النير بالكلية عن ابن عباس قال: كان الرجل يعبد الحجر الأبيض زماناً من الدهر في الجاهلية، فإذا وجد حجراً أحسن منه، رمى به، وعبد الآخر، فأنزل الله الآية، وعنه قال: ذلك الكافر لا يهوى شيئاًً إلا اتبعه، وعن الحسن مثله.
(أفأنت تكون عليه وكيلاً)؟ أي حفيظاً، وكفيلاً، حتى ترده إلى الإيمان وتخرجه من الكفر وتحفظه من اتباع الهوى، وعبادة ما يهواه من دون الله، والاستفهام للإنكار والاستبعاد، فالمعنى لست تقدر على ذلك، ولا تطيقه، فليست الهداية والضلالة موكولتين إلى مشيئتك، وإنما عليك البلاغ، وقد قيل أن هذه الآية منسوخة بآية القتال. قاله الكلبي، ثم انتقل سبحانه من الإنكار الأول إلى إنكار آخر فقال: