للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ساعة ولا يستقدمون) ويؤيد هذا قوله سبحانه: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)، وقد قدمنا في تفسيرها ما يزيد ما ذكرنا هنا وضوحاً وبياناً.

قال ابن عباس في الآية يقول: ليس أحد قضيت له طول العمر والحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر وقد قضيت له ذلك فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه، وليس أحد قضيت عليه أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتب له فذلك قوله: ولا ينقص من عمره إلا في كتاب، يقول: كل ذلك في كتاب عنده.

وأخرج أحمد ومسلم وأبو عوانة وابن حبان والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمس وأربعين ليلة، فيقول: أي رب أشقي أم سعيد؟ أذكر أم أنثى؟ فيقول الله ويكتبان، ثم يكتب عمله ورزقه وأجله وأثره ومصيبته، ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص منها ".

وأخرج ابن أبيِ شيبة ومسلم والنسائي أبو الشيخ عن ابن مسعود قال قالت أم حبيبة: اللهم امتعني بزوجي النبي، وبأبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " إنك سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، ولن يعجل الله شيئاًً قبل حله أو يؤخر شيئاًً ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيراً وأفضل ". وهذه الأحاديث مخصصة بما ورد من قبول الدعاء، وأنه يعتلج هو والقضاء، وبما ورد في صلة الرحم أنها تزيد في العمر فلا معارضة بين الأدلة كما قدمنا.

(إن ذلك) أي ما سبق من الخلق وما بعده (على الله يسير) لا يصعب عليه منه شيء، ولا يعزب عنه كثير ولا قليل، ولا كبير ولا صغير، ثم ذكر سبحانه نوعاً آخر من بديع صنعه، وعجيب قدرته، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>