(فأتبعه) أي لحقه وتبعه (شهاب ثاقب) أي نجم مضيء أو مستوقد فيحرقه أو يقتله ويخبله، وربما لا يحرقه، فيلقي إلى إخوانه ما خطفه وليست الشهب التي ترجم بها هي من الكواكب الثوابت، بل من غير الثوابت وأصل الثقوب الإضاءة. قال الكسائي: ثقبت النار تثقب ثقابة إذا اتقدت وهذه الآية هي كقوله:
(إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين)، قال ابن عباس: إذا رمى الشهاب لم يخطىء، من رمي به، وتلا: فأتبعه شهاب ثاقب وقال: لا يقتلون بالشهاب ولا يموتون، ولكنها تحرق وتخبل وتجرح في غير قتل.
قال سليمان الجمل قالوا: إنه ليس المراد أنهم يرمون بأجرام الكواكب بل يجوز أن تنفصل منها شعلة يرمي بها الشيطان والكواكب باقية بحالها، وهذا كمثل القبس الذي يؤخذ من النار وهي على حالها ويعود الشيطان مرة أخرى مع أنه يعلم أنه يصاب ولا يصل إلى مقصوده رجاء نيل المطلوب. وطمعاً في السلامة، كراكب البحر فإنه يشاهد الغرق أحياناً لكن يعود إلى ركوبه رجاء السلامة ونيل المقصود.