للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال النسفي وأما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان فمن أباطيل اليهود انتهى، أقول حديث الخاتم أخرجه النسائي وغيره وقواه السيوطي كما سيأتي فكونه من أباطيل اليهود ليس على ما ينبغي (١) ثم بين سبحانه ما عاقبه به فقال:

ْ (وألقينا على كرسيه جسداً) قال أكثر المفسرين هذا الجسد الذي ألقاه الله على كرسي سليمان هو شيطان اسمه صخر، وكان متمرداً عليه غير داخل في طاعته. ألقى الله شبه سليمان عليه، وما زال يحتال حتى ظفر بخاتم سليمان وذلك عند دخول سليمان الكنيف لأنه كان يلقيه إذا دخل الكنيف فجاء صخر في صورة سليمان فأخذ الخاتم من امرأة من نساء سليمان فقعد على سرير سليمان، وأقام أربعين يوماً على ملكه، وسليمان هارب كان ملكه مرتباً على لبسه، فإذا لبسه سخرت له الجن والإنس والرياح وغيرها وإذا نزعه زال عنه الملك.

قيل وكان خاتمه من الجنة نزل به آدم كما نزل بعصا موسى والحجر الأسود وبعود البخور وبأوراق التين وقد نظم الخمسة بعضهم في قوله:

وآدم معه أنزل العود والعصا ... لموسى من الآس النبات المكرم

وأوراق تين واليمين بمكة ... وختم سليمان النبي المعظم

ولكن يفتقر ذلك إلى دليل يدل له من الأخبار المرفوعة الصحيحة.

وقال مجاهد إن شيطاناً قال له سليمان كيف تفتنون الناس؟ قال أرني خاتمك أخبرك، فلما أعطاه إياه نبذه في البحر فذهب ملكه وقعد الشيطان على


(١) حاول المفسر (١٧٠) أن يصحح حديث خاتم سليمان، وقد قال عنه النسفي إنه من أباطيل اليهود، والمفسر في محاولته احتج بتقوية السيوطي له، فجاء التعليق هكذا: لا يبعد أن يدس اليهود بعض الأباطيل على المسلمين ليفسدوا هذا الدين الذي قوض ملكهم، وأما تقوية السيوطي فلا وزن لها لما عرف عنه من تصحيح الضعيف. وأما ما نقله عن كعب الأخبار قبل ذلك بسطرين من ظلم سليمان فأرجو أن لا يقيم له القارىء وزناً.

<<  <  ج: ص:  >  >>