للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أسماء بنت يزيد: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جمعاً -ولا يبالي- إنه هو الغفور الرحيم " وعن ابن مسعود أنه مر على قاص يذكر الناس فقال: يا مذكر الناس لا تقنط الناس، ثم قرأ يا عبادي الآية.

وعن ابن سيرين قال: قال علي: أي آية أوسع؟ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن: (من يعمل سوءاً أو يظلم نفسه) الآية ونحوها، فقال علي: ما في القرآن أوسع من (يا عبادي) الآية، وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال: قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح ابن الله، ومن زعم أن عزير ابن الله ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة يقول لهؤلاء أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم؟ ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولاً من هؤلاء، من قال (أنا ربكم الأعلى) وقال: (ما علمت لكم من إله غيري) قال ابن عباس: ومن آيس العباد من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه.

وحديث أبي سعيد الخدري " في رجل قتل تسعة وتسعين إنساناً " في الصحيحين بطوله، وكذا حديث رجل قال " وذروُّني في الريح؟ " فيهما بطوله، عن أبي هريرة، وعنه في سنن أبي داود حديث رجلين متحابين.

وعن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله عز وجل يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك، ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاًً لأتيتك بقرابها مغفرة " (١) أخرجه الترمذي والعنان السحاب، والقراب بضم القاف هو ما يقارب ملؤها.


(١) رواه الترمذي ٢/ ٢٧٠ والدارمي ٢/ ٣٢٢ وأحمد ٥/ ١٧٢ و٥/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>