للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالشهوات مبالغة في كونها مرغوباً فيها أو تحقيراً لها لكونها مسترذلة عند العقلاء من صفات الطبائع البهيمية، والشهوة إما كاذبة كقوله تعالى (أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) أو صادقة كقوله (فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين).

قاله الكرخي، ووجه تزيين الله سبحانه لها ابتلاء عباده كما صرح به في الآية الاخرى.

(من النساء) بدأ بالنساء لكثرة تشوق النفوس إليهن والإستئناس والإلتذاذ بهن لأنهن حبائل الشيطان، وأقرب إلى الافتتان (والبنين) خصهم دون البنات لعدم الاطراد في محبتهن ولأن حب الولد الذكر أكثر من حب الأنثى.

(والقناطير المقنطرة) جمع قنطار، وهو اسم للكثير من المال، قال الزجاج القنطار مأخوذ من عند الشيء وإحكامه تقول العرب قنطرت الشيء إذا أحكمته، ومنه سميت القنطرة لإحكامها وقد اختلف في تقديره على أقوال للسلف.

أخرج أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " القنطار اثنا عشر ألف أوقية " (١).

وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القناطير المقنطرة فقال: " القنطار ألف أوقية " (٢)، ورواه ابن أبي حاتم عنه مرفوعاً بلفظ ألف دينار.

وأخرج ابن جرير عن أبي كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " القنطار ألف أوقية ومائتا أوقية " وبه قال معاذ بن جبل وابن عمر وأبو هريرة وجماعة من


(١) ابن ماجة كتاب الآداب الباب الأول، الإمام أحمد ٢/ ٣٦٣.
(٢) كتاب النكاح ٢/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>