الدنيا أهون على الله من هذه الشاة على أهلها " أخرجه الترمذي وحسنه، وعن قتادة بن النعمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أحب الله عبداً حماه من الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء " أخرجه الترمذي وقال حسن غريب.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " أخرجه مسلم، قال البقاعي: ولا يبعد أن يكون ما صار إليه الفسقة والجبابرة من زخرفة الأبنية وتذهيب السقوف وغيرها من مبادىء الفتنة بأن يكون الناس أمة واحدة في الكفر قرب الساعة، حتى لا تقوم الساعة على من يقول: الله، أو في زمن الدجال، لأن من يبقى إذ ذاك على الحق في غاية القلة بحيث إنه لا عداد له في جانب الكفرة لأن كلام الملوك لا يخلو عن حقيقة، وإن خرج مخرج الشرط فكيف بملك الملوك سبحانه ثم أخبر سبحانه أن جميع ذلك إنما يتمتع به في الدنيا فقال:
(وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا) قرأ الجمهور لما بالتخفيف، وقرىء بالتشديد، فعلى الأولى إن هي المخففة من الثقيلة، وعلى الثانية هي النافية، ولما بمعنى إلا ما كل ذلك إلا ما يتمتع به في الدنيا، وقرىء بكسر اللام من لما على أن اللام للعلة، وما موصولة، والعائد محذوف، أي للذي هو متاع (والآخرة) أي الجنة (عند ربك للمتقين) أي لمن اتقى الشرك والمعاصي وآمن بالله وحده، وعمل بطاعته، وترك الدنيا وآثر الآخرة فإنها الباقية التي لا تفنى، ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع.