(وأكواب) أي ولهم فيها أشربة يطاف عليهم بها في الأكواب، وهي جمع كوب قال الجوهري الكوب كوز لا عروة له والجمع أكواب، قال قتادة الكوب المدور القصير العنق، القصير العروة، والإبريق المستطيل العنق الطويل العروة، وقال الأخفش الأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها، وقال قطرب هي الأباريق التي ليست لها عرى، والعروة ما يمسك منه ويسمى أذناً، قال ابن عباس الأكواب الجرار من الفضة.
(وفيها) أي في الجنة (ما تشتهيه الأنفس) أي أنفس أهل الجنة من فنون الأطعمة والأشربة، والأشياء المعقولة والمسموعة والملموسة ونحوها. مما تتطلبه النفس وتهواه كائناً ما كان، جزاء لهم بما منعوا أنفسهم من الشهوات في الدنيا قرأ الجمهور تشتهي وفي مصحف عبد الله ابن مسعود تشتهيه بإثبات الضمير العائد إلى الموصول.
(وتلذ الأعين) من كل المستلذات التي يستلذ بها ويطلب مشاهدتها، وأعلاها النظر إلى وجهه الكريم، جزاء ما تحملوه من مشاق الاشتياق، تقول لذ الشيء يلذ لذاذاً ولذاذة إذا وجده لذيذاً أو التذ به، وهذا حصر لأنواع النعم، لأنها إما مشتهيات في القلوب أو مستلذات في العيون.
عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال رجل " يا رسول الله، هل في الجنة خيل؟ فإني أحب الخيل، قال إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرساً من ياقوتة حمراء فتطير بك في أي الجنة شئت إلا فعلت، وسأله آخر فقال: يا رسول الله هل في الجنة من إبل؟ فإني أحب الإبل قال فلم يقل له ما قال لصاحبه فقال إن يدخلك الله الجنة يكن لك ما اشتهت نفسك ولذت عينك " أخرجه الترمذي (وأنتم فيها خالدون) لا تموتون ولا تخرجون منها.