عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ، (وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) ، (وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) قال تعالى «فَلا أُقْسِمُ» لا هنا للتأكيد وليست بزائدة كما قاله بعض المفسرين لأن كلام الله لا زيادة فيه كما أنه لا نقص فيه البتة كما نوهنا به في بحث القراءات في المقدمة وسيأتي لهذا البحث صلة في سورة القيامة الآتية. وأعلم أنه لا يقال ما معنى القسم من الحضرة الإلهية لأن المؤمن يصدق دون قسم والكافر لا يفيده لأنه جاحد لكلامه سواء أكذّب القسم أم لا لأن عادة العرب توثيق أقوالها بالإيمان لكمال الحجة إقناعا للمحلوف لهم والقرآن نزل بلغتهم، ولأن الحكم لا يكون إلا بالشهادة واليمين والاعتراف فذكر الله القسمين الأولين بقوله:(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ) الآية ١٨ من آل عمران في ج ٢ والأقسام الموجودة في القرآن على نوعين قسم بنفسه الكريمة وهي في سبعة مواضع فقط: ١ (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ) الآية ٥٣ من سورة يونس، ٢ (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ) الآية ٩٢ من سورة الحجر، ٣ (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) من سورة المعارج، ٤ (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ) الآية ٢٣ من سورة الذاريات في ج ٢، ٥ (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) الآية ٦٤ من سورة النساء، ٦ (قُلْ بَلى وَرَبِّي) الآية ٧ من سورة التغابن في ج ٣، ٧ (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ) الآية ٦٨ من سورة مريم الآتية وقسم بمخلوقاته وهو كثير مثل: (وَالضُّحى، وَالشَّمْسِ، وَاللَّيْلِ، وَالْعَصْرِ، وَالتِّينِ) وغيرها. واقسم الله «بِالْخُنَّسِ ١٥» ثم فسرها على طريق عطف البيان فقال «الْجَوارِ الْكُنَّسِ ١٦» وهي النجوم الجاريات الباديات ليلا المستترة نهارا.
شبه الله تعالى ظلام الليل بكناس الأسد لاجتماع الستر في كل فكأن النجوم حينما تغيب وتتأخر طيلة النهار مثل الأسد الذي يخنس في كناسه ثم يظهر وإنما أقسم فيها لما فيها من النفع للبشر وغيره، قال علي كرم الله وجهه هي النجوم الخمسة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد فإنها تخنس في مجاريها تحت ضوء الشمس والقمر وهي تتمة السيارات السبع الشمس والقمر وانها تجري في محورها بانتظام