«إِنْ كانُوا صادِقِينَ ٤١» في زعمهم والمعنى لا يسلم لهم أحد هذا القول ولا يساعدهم عليه أحد كما أنه لا كتاب لهم ينطق به ولا عهد ولا كفيل وإذا كان عندهم شيء من ذلك فليحضروه «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» عن أمر فظيع يوم يشتد الكرب ويصعب الأمر وقد كنّى بالساق عن يوم القيامة لشدة هولها.
[مطلب معنى الساق:]
وقال بعض المفسرين إن الساق في السريانية الهزل ونقل بعضهم أنها عربية في هذا المعنى أيضا إلا أن معنى الآية لا ينطبق عليه وما جرينا عليه في تفسير الساق أولى من غيره لأن ابن عباس لما سئل عن معنى هذه الآية قال هو يوم كرب وشدة وإذا أخفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب، أما سمعتم قول الشاعر:
سنّ لنا قومك ضرب الأعناق ... وقامت الحرب بنا على ساق
فان العرب لتقول عند الشدائد شمر عن ساقك، وقال ابو عبيدة لقيس بن زهير:
فإن شمرت لك عن ساقها ... فدتها ربيع ولا تسأم
وقال جرير:
ألا ربّ ساهي الطرف من آل مازن ... إذا شمرت عن ساقها الحرب شمّوا
وكثر هذا المثل عند العرب حتى صار كالمثل السائر للأمر العظيم قال تعالى:
«وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ» الذي أمروا به في الدنيا (في ذلك اليوم المهول) ولم يفعلوه مع قدرتهم عليه «فَلا يَسْتَطِيعُونَ ٤٢» عليه إذ تصير أصلابهم كصياصي (قرون) البقر لا تثنى عند الخفض والرفع فيعجزون عنه ولا يقدرون عليه «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» مطرقة إلى الأرض من شدة الخوف المحيط بهم أمره وإذ ذاك «تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ» تغشاهم حينما تسود وجوههم وتستنير وجوه المؤمنين «وَقَدْ كانُوا» في الدنيا «يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ» فيسمعون داعي الله إلى