من الإحراق وشرفه بالنبوة واتخذه خليلا وفدى ولده إسماعيل من الذبح «وَإِسْحاقَ» إذ أخرج من صلبه يعقوب ومن صلب يعقوب الأسباط الاثني عشر الذين أنت أجدهم وشرفهم بالنبوة ومنّ على أبيهم فجعله أبا الأنبياء كلهم من بعد نوح «إِنَّ رَبَّكَ» الذي رباك وحفظك مما قدره عليك «عَلِيمٌ» بمن يستحق الإعطاء والاصطفاء «حَكِيمٌ ٦» يضع الأشياء مواضعها، ولا يفعل شيئا إلا بحكمة وعن حكمة لحكمة وفي حكمة، وقد حقق الله تعالى لسيدنا يوسف ذلك، إذ تاب عليهم بعد فعلتهم به، وحفظه منهم بعد أن هموا بقتله، وردّه على أبيه بعد أن قارب قلبه اليأس منه وخلصهم جميعا من قشف البداوة وجعل فيهم الملك والنبوة، وهذه الآية المدنية الثالثة من هذه السورة.
قال تعالى «لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ» أي في خبرهم وقصتهم معه وهم شمعون ولاوى ويهوذا وزلبون ويشجز من ليّا زوجته يعقوب الأولى بنت ليّان بنت خاله ودان وتفتوتا وجاد واستين من جاريته زلفه وبلهة ويوسف وبنيامين من راحيل أخت ليا. وأسماء الكواكب التي رآها في منامه هي: ١ أجريان ٢- والطارق ٣- والدنيال ٤- وقابس ٥- وعمودان ٦- والفليق ٧ والصبح ٨- والضروع ٩- والفرخ ١٠- ووثاب ١١- وذو الكتفين. وهم كناية عن أخوته الأحد عشر المار ذكرهم، والشمس والقمر عن أمه وأبيه، وكان بين مبدأ الرؤيا وتحقيقها أربعين سنة، إذ كان عمره حين الرؤيا اثنتي عشرة سنة، وحين الإلقاء في البئر سبع عشرة سنة، وحين الخروج ثماني عشرة سنة، وحين الخروج من السجن أربعين سنة، إذ أدخل فيه وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومكث في بيت العزيز خمس عشر سنة وحين السجود اثنتين وخمسين سنة ووقع خلال ذلك «آياتٌ» عظيمات وعبر وعظات «لِلسَّائِلِينَ ٧» عنها أخيرا في المدينة المنورة وهم اليهود إذ وجدوها موافقة لما في كتبهم وأوضح وأنصح وأبلغ مما فيها ودلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم سمعوها منه وهو أمي فكانت برهانا على أنها وحي من الله