للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ناس من أصحاب رسول الله يا رسول الله من هؤلاء الّذين ذكر الله عز وجل إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالها؟ قال وكان سلمان بجنب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فضرب رسول الله فخذ سلمان فقال هذا وأصحابه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان متوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس- وفي رواية من هؤلاء وكان واضعا يده على سلمان رضي الله عنه- وهذا الحديث مكتوب على باب ضريح الإمام الأعظم أبي حنيفة النّعمان بن ثابت رضي الله عنه دفين بغداد إعلاما بأنه من أصحاب سلمان- أخرجاه في الصّحيحين-. هذا والله أعلم، واستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا آمين.

تفسير سورة الرّعد عدد ١٠- ٩٦ و ١٣

نزلت بالمدينة بعد سورة القتال سورة محمد عليه السّلام. وهي ثلاث وأربعون آية وثمنمئة وخمس وخمسون كلمة، وثلاثة آلاف وخمسمائة وستة أحرف.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى المر تقدم ما فيه أول الأعراف ج ١ وأول يونس ج ٢ وفيها ما يشيران إلى ما انطوت عليه هذه الأحرف المقطعة ومرجع علم ما فيها إلى الله تعالى، قال عطاء معناه أنا الملك الرّحمن «تِلْكَ» الآيات المارة من أول ما نزل إلى هنا، وآيات هذه السّورة وما بعدها هي «آياتُ الْكِتابِ» العظيم الكامل المنسوخ عن اللّوح المحفوظ عند الله «وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» يا سيد الرّسل من القرآن هو «الْحَقُّ» الذي لا مرية فيه «وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ١» بأنه الحق من عند الله ويقولون تقوله محمد. ويلهم أتى لمحمد أن يأتي بمثله وهو يعلم أن الذي أنزله عليه هو «اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها» أنتم أيها النّاس بأنها مرفوعة بلا عمد من تحتها وليس لها كلاليب من فوقها تمسكها، ويجوز أن يكون لها عمد غير مرثية لأن أحدا لم يرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>