للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء منها اكتفاء بما ذكره العلماء في المؤلفات المارة الذكر وما بعد شهادة الله المترادفة في كتبه وشهادة رسله في كتبهم على صدق محمد ورسالته شهادة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد.

[المطلب الثاني عشر في الوحى وكيفية نزوله ومعناه وأوله والرؤيا الصادقة ومعناها]

مطلب الوحي وتفرعاته اعلم فقهك الله ان جمهور المفسرين أجمعوا على أن أول ما نزل من الوحي خمس آيات من أول سورة العلق، ولا عبرة بمن شذ عن هذا الإجماع، فقد أخرج البيهقي في الشعب عن عمر رضي الله عنه أنه قال وتعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل كان ينزل به خمسا خمسا، واخرج ابن عساكر من طريق آخر نظيره وما بمعناه، وهذا على الغالب وإلا فقد نزل أقل وأكثر كما سنذكره علاوة عما سبق في المطلب الثامن في موضعه، وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: أول ما بدأ به رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. (والرؤيا صور حسية في الخيال تذهب الآراء والأفكار في تعبيرها مذاهب شنى قلما يعرف تأويل الصادق منها غير الأنبياء كرؤيا ملك مصر التي عبرها سيدنا يوسف عليه السلام، ورؤيته هو في صغره وقد ظهرت بعد كما قصها الله علينا، وسيأتي بيانها مع بحث مسهب في الرؤيا في تفسير الآية ٥ من سورة يوسف وفي الآية ٣ منها فما بعدها أيضا) .

ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتخث (يتعبد) فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزوّد لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها (أي تلك الليالي) حتى جاءه الوحي، وفي رواية حتى فاجاءه وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني (ضمني وعصرني، والحكمة في ذلك أن لا يشتغل بالالتفات إلى غيره ومبالغة في تصفية قلبه ولهذا كررها ثلاثا) حتي بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني

<<  <  ج: ص:  >  >>