للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العذاب، كما أن صغر ذنوبهن لا يكون سببا في تقليل العقوبة عنهن أو تخفيفها، لأن الله تعالى له أن يعاقب عقابا كبيرا على ذنب صغير عندنا معشر أهل السنة والجماعة، وله أن يعفو عن أكبر ذنب لأنه لا يسأل عما يفعل

«وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً» في طاعته وتسليمها لأمر الرسول «نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ» الأول على الطاعة والثاني لشرف اقترانها بحضرة الرسول أي بنسبة العذاب على النشوز والمخالفة «وَأَعْتَدْنا لَها» زيادة على ذلك «رِزْقاً كَرِيماً» (٣١) في الجنة ورضوانا من الله «يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ» مخالفة أمر الرسول لأن قدر كن عنده أعظم من غيركن «فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ» لأحد غيره بأن ترققن أصواتكن وتعنجن إذا كلمكن أحد أو سألكن من شيء أو حاجة «فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ» من نفاق وريبة بل اغلظن له بالقول «وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً» (٣٢) ملؤه الأدب والوقار حسنا في معناه خشنا في مبناه مقتصرا على الجواب الكافي لأن الزيادة ممنوعة كما أن اللين ممنوع، وإنما أمرهن الله بهذا لئلا ينسبن لقلة الأدب وهن منبعه وعنهن يؤخذ «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ» لا تبارحنها أبدا إلا لحاجة ماسة لأنه أوقركن «وَلا تَبَرَّجْنَ» فتظهرن محاسن أعضائكن وتبرزن معالم زينتكن وتلبسن ما يمثل أعضاءكن وتتبخترن في مشيتكن «تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى» مثل نسائهم إذ كنّ يفعلن ذلك كله قبل الإسلام وقد لا يزيد ذلك على التبرج الموجود الآن في زماننا الذي حلّ بنا منذ الاحتلال الإفرنسي إذ بلغ مبلغ الخلاعة، أجارنا الله وحفظ الإسلام منه، لأنه أدى لإفساد الأخلاق والآداب، وفكك عرى الزوجية عند بعض الجاهلين ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كان زمن النمروذ الجبار على زمن إبراهيم عليه السلام تلبس المرأة الدرع (شلحة) موشى باللؤلؤ تمشي به وسط الطريق وتعرض نفسها للرجال، وكان زمن داود عليه السلام تلبس المرأة قميصا موشى بالدر غير مخيط الجانبين، فإذا مشت يرى منها كل شيء، وما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام كذلك حتى ظهر الإسلام، ومنع ذلك كله، وهذا في غير المتدينات في الأزمان كلها، أما المندينات فلا يرى منهن حتى أطراف أناملهن، وقيل في مثلهم ممّن هن على شاكلتهن:

<<  <  ج: ص:  >  >>