بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ نحمدك يا من وفقتنا لهذا الخير الجسيم، ونشكرك أن سخرتنا للقيام بهذا السفر الكريم، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وأصحابه وأتباعه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فإني أشرع بالجزء الثاني من هذا التفسير متيمنا بفضله ولطفه، سائلا منه المعونة والتيسير على إتمامه، إنه بالإجابة جدير، وهو على كل شيء قدير.
تفسير سورة يونس عدد ١- ٥١- ١٠
نزلت بمكة بعد سورة الإسراء عدا الآيات ٤٠، ٩٤، ٩٥، ٩٦ فإنها نزلت بالمدينة، وهي مائة وتسع آيات وألف وثمنمئة واثنتان وثلاثون كلمة، وتسعة آلاف وتسعة وتسعون حرفا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال الله تعالى:«الر» تقدم البحث مستوفيا أول سورة الأعراف في ج ١، ويوجد في القرآن خمس سور مبدوءة بما بدئت به هذه السورة، ويوسف وهود والحجر وابراهيم. قال سعيد بن جبير:
الراء وحم ون حروف الرحمن مقطعه. وبه قال ابن عباس. وقال غيرهما كل حرف مفتاح اسم من أسماء الله تعالى، ولا يعلم المراد منها على الحقيقة إلا الله تعالى. لذلك فأحسن قول في تفسير هذه الحروف المبدوءة بها سور القرآن العظيم أن يوكل علمها إلى الله «تِلْكَ» الآيات المنزلة عليك يا أكرم الرسل هي «آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ ١» الذي أودع الله فيه الحكم كلها، فلا رطب ولا يابس إلا في هذا القرآن يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله، لأنه مأخوذ من علم الله المحيط بكل شيء، ولوحه المكنون الحاوي جميع المكوّنات، وهذه