للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدراته وأحكامه على خلقه يكون بين السّموات والأرضين «لِتَعْلَمُوا» أيها الناس كلكم «أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» لا يعجزه شيء وبعد أن رأيتم أيها الناس خلقة السّموات والأرض وما فيها وعليها وتحتهما وفوقهما، واعتقدتم ذلك فلا يليق بكم أن تشكوا بإعادة الخلق كما بدأه بعد إبادته، ولا ترتابوا بأنه يعلم الجزئيات من أعمالكم كما يعلم كلياتها، وكيف يتطرق لكم ذلك الشّك «وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً» (١٢) فلا شيء فيهما إلّا وهو عالم به، قليله وكثيره خفية وجليه. هذا والله أعلم، ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به هذه السورة وقد بدئت سورة التحريم والأحزاب بما بدئت به فقط. واستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين.

تفسير سورة البينة عدد ١٤- ١٠٠ و ٩٨

نزلت بالمدينة بعد سورة الطّلاق. وهي ثمان آيات وأربع وتسعون كلمة، وثلاثمائة وتسعة وتسعون حرفا. لا ناسخ ولا منسوخ فيها وتسمى سورة: لم يكن ولا يوجد سورة مبدوءة بما بدئت به ولا بما ختمت فيه، ومثلها في عدد الآي الانشراح والتين والزلزلة والتكاثر.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى «لَمْ يَكُنِ» فعل مضارع من كان التي ترفع الاسم وتنصب الخبر ومعناه الدّوام والاستمرار بمعنى لا يزال لأنه من طائفة مازال وما فتىء وما دام اللاتي تلازم النّفي أي لا يزال «الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ» أي ليسوا من اليهود القائلين بالبداء وأن عزيرا ابن الله، ولا النصارى القائلين إن الله هو المسيح أو المسيح ابن الله أو ثالث ثلاثة منفكين عن كفرهم هذا «وَ» من «الْمُشْرِكِينَ» أناس لم يكونوا أيضا «مُنْفَكِّينَ» عن شركهم وكلمة منفكين هذه واقعة خبر ليكن واسمها الّذين المارة بصدد (الْآيَةَ) أي غير تاركين ولا زائلين عنه، بل لم يبرح الأولون ملازمين على الكفر بذلك والآخرون على عبادة الأوثان وإنكار البعث «حَتَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>