للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الموضوع بحث طبي في مجلة التمدن الإسلامي الدمشقية ص ٦٥٥ من المجلد ٢١ عام ١٣٧٤) والترائب وهي عظام الصدر والنحر ومركز الثديين، ومفرده تريب، قال المثقب العبيدي:

ومن ذهب يبين على تريب ... كلون العاج ليس بذي غصون

وقال امرؤ القيس:

مهفهفة بيضاء غير مفاضة ... ترائبها مصقولة كالسّجنجل

أي فمن كان أصله من هكذا شيء مهين، لا يليق به أن يتفاخر ويتباهى ويتطاول، وليعلم أن الذي خلقه مما علم وأماته بانقضاء أجله في الدنيا «إِنَّهُ» ولا شك «عَلى رَجْعِهِ» إحيائه مرة أخرى وإعادته بعد موته كما كان في الدنيا «لَقادِرٌ ٨» حقا حقا واعلموا أيها الناس أن هذا الإحياء له أجل عند الله الحاكم العدل «يَوْمَ تُبْلَى» تختبر «السَّرائِرُ ٩» مكامن القلوب ومخابيها من العقائد والنيات السيئة وهو يوم القيامة يوم تظهر فيه خبايا الناس وتتكشف ضمائرها على ملأ الأشهاد ليعرف من أدى حقوق الله ممن ضيعها، ويتميز الأمين منها عليها من الخائن المقصر فيها، وفي ذلك اليوم العصيب يستسلم العبد لربه «فَما لَهُ» فيه «مِنْ قُوَّةٍ» يمتنع بها من عذاب الله كأبي الأشد وأضرابه المذكورين في الآية ٤ من سورة البلد المارة «وَلا ناصِرٍ ١٠» ينصره من قريب أو حميم ويتباعد عنه أقاربه (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) الآية ٣٥ من سورة عبس المارة،

ثم أقسم جل قسمه فقال «وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ١١» أي التي ترجع في كل دورة إلى الوضع التي تتحرك منه، أو المطر لأنه من أسمائه حيث يجيء ويرجع قالت الخنساء:

يوم الوداع دموعها جارية ... كالرجع في المدجنة السارية

أو أنها ترجع إلى ما كانت عليه قبل الفتق قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) الآية ٣٠ من سورة الأنبياء في ج ٢٠ «وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ١٢» المتصدعة بالأشجار والأنهار المنشققة بالنّبات والمعادن التي كانت كتلة واحدة مع السماء فانشقت عنها بأمر الله القادر فرفع

<<  <  ج: ص:  >  >>