للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الولي للصغيرة عند أبي حنيفة، واشترط الشافعي الإذن للكبيرة أيضا راجع الآية ٢٥ من سورة النساء الآتية ويفهم من هذه الآية ان غير المؤمنة لا تحل للرسول إن وهبت نفسها إليه، وهذا على سبيل الفرض والتقدير، إذ لم يكن لديه صلّى الله عليه وسلم امرأة إلا بعقد أو ملك يمين، وقيل كان عنده واحدة موهوبة اختلفوا فيها هل أم المساكين هي زينب بنت خزيمة الأنصاري الهلالية أو أم شريك بنت جابر الأسدية أو خولة بنت حكيم السلمية أو ميمونة بنت الحارث، وأرجح الأقوال بأنها خولة بدليل ما رواه البخاري ومسلم عن عروة قال كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلّى الله عليه وسلم فقالت عائشة أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟! وهذا من كمال غيرتها، وإلا فمن ترى السعادة في الدارين في هبة نفسها لمثل رسول الله لم لا تفعل، وإنا نرى الآن كرائم النساء يسعين ويتوسطن بتقديم أنفسهن لمن يرون فيه المروءة والشهامة والسعادة الدنيوية، فكيف ممن تكون بمرافقته سعادة الدنيا والآخرة «قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ» المؤمنين سيأتي بيان هذا في الآية ٢٢ من سورة النساء وغيرها «وَ» علمنا ما فرضنا عليهم في «ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ» من الإماء اللاتي أصلهن من السبي «لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ» أيها النبي «حَرَجٌ» فيما تريد من ذلك «وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» (٥٠) بعباده يوسع عليهم فيما لا بد لهم منه

ولما وقعت الغيرة بين نساء النبي صلّى الله عليه وسلم وكان يقسم بينهن أنزل الله تعالى «تُرْجِي» تبعد وتؤخر «مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي» تدني وتقرب وتضم «إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ» ولا حرج أيضا وهذا كله من خصائصه صلّى الله عليه وسلم دون المؤمنين كافة «ذلِكَ» الذي أبحناه لك وخيرناك فيه مما لم يكن لغيرك بشأن النساء «أَدْنى» أقرب وأهون «أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ» فيرضين بما يرونه منك مهما كان وتطيب أنفسهن «وَلا يَحْزَنَّ» على ما يزعمنه منك من موالاة بعضهن وترجيحهن على غيرهن لأنه من الله لا منك «وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ» من تقريب وإبعاد وإرجاء وإقصاء وعزل وإيواء «كُلُّهُنَّ» لأنه حكم عام لا يختص بواحدة دون الأخرى وتفويض مطلق لك من نسائك

<<  <  ج: ص:  >  >>