بقدر الله ولا يقع شىء على أحد إلا بحسب ما قدره وسبق به علمه راجع الآية ٧٨ من سورة النساء في ج ٣ فما بعدها، هذا ولا يقع ضرر العين من خير أو شر إلا بقدرة الله وفيه حجة اثبات المعين وانها قوية الضرر إذا وافقها القدر وليعلم أن العين من خصائص بعض النفوس ولله أن يخص من شاء بما شاء، ويعطي بعض الحواس قوة لا تكون في العين وذلك من عجائب قدرته وعظائم صنعه لأنه تعالى طوى في هذه النفس اسرارا تتحير منها العقول ولا ينكرها إلا الجهول ولهذا البحث صلة في الآية ٦٧ من سورة يوسف في ج ٢ (ومن باب التأثير) التأثير بالقوة الكهربائية فقد شوهد أن بعض الناس يكرر النظر إلى بعض الأشخاص من فرقه إلى قدمه فيصرعه كالمغشي عليه وقد يوجه نفسه إليه فيضعف قواه فيغشاه النوم ويتكلم بالعجائب.
الحكم الشرعي: لا يسع العاقل انكار تأثير العين بالصورة التي وصفناها لكثرة الأحاديث الواردة فيها ومشاهدة آثارها قديما وحديثا، وقد تقع من النفوس الزكية عند استحسان بعض الأشياء كما تقع من النفوس الخبيثة عند كراهتها إياه وعلى المعاين أن يجتنب ذلك ويعتزل الناس وإلا فعلى الامام حبسه ومنعه من مخالطتهم كفا لضرره وينفق عليه من بيت المال، وان لم يفعل، فعلى الأمة أن تطالبه بذلك.
هذا ويوجد أربع سور في القرآن مختومة بما ختمت به هذه السورة، هذه والتكوير والصافات والزمر، والله أعلم، واستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تفسير سورة المزمل عدد ٣- ٧٢ أو قيام الليل
نزلت بمكة بعد القلم عدا الآيات ١٠ و ١١ و ٢٠ فإنها نزلت بالمدينة، وهي عشرون آية ومائتان وخمس وثمانون كلمة وثمانمئة وثلاثون حرفا ومثلها في عدد الآية سورة البلد.