لأن زحل في السابعة والقمر في الأولى والشمس في الرابعة والمريخ في الخامسة والزهرة في الثالثة وعطارد في الثانية، وكل منها معها نجوم لا تعد ولا تحصى، وإن قالوا إنهم أحصوها، وأن قوله تعالى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) الآية ٥ من سورة تبارك الملك الآتية بالنسبة لما يبدو لنا وإلا فالتزيين لكل السموات، والمراد بحفظها من الشياطين عدم قربانهم لها كما يحفظ الإنسان داره من العيون والجواسيس، وإلا فهي محفوظة بحفظ الله لا قدرة للشيطان على هدمها وإفساد ما فيها وإنما يحفظها من استراقهم ما يقع فيها من الكلام الذي تتلقاه الملائكة من رب العزّة، راجع تفسير أول سورة الجن المارة في ج ١ وما يأتي عليك الآن روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال إن النبي صلّى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله الأمر في السما حتى ضربت الملائكة أجنحتها خفقانا لقوله كالسلسلة على صفوان إذا فزّع عن قلوبهم (قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا) للذي قال (قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) الآية ٢٢ من سورة سبأ الآتية، فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا بعضهم فوق بعض. ووصف سفيان بكفيه فحدقهما ومدد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مئة كذبة، فيقال له أليس قد قال لنا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء. قال ابن عباس لما ولد عيسى عليه السلام منعت الشياطين من ثلاث سموات، ثم منعوا من الكل عند ولادة محمد صلّى الله عليه وسلم، والرمي بالنجوم كان موجودا قبل مبعثه وإنما زاد وشدد بعده.
وقد جاء له ذكر في الشعر الجاهلي قال بشر بن أبي خازم: