فيها الإيمان بظاهرها، وتأولها المتكلمون وبعض المتأخرين فقالوا جاء أمره او قضاؤه او دلائل آياته وجعلوا مجيئها مجيئا له تفخيما وإجلالا لأن الحركة والسكون محال عليه جل شأنه ولكل وجهة، واجراؤها على ما هي عليه أولى «وَالْمَلَكُ» أل فيه للجنس فيشمل جميع ملائكة السماء أما ملائكة الأرض فأنهم يقفون في ذلك الموقف لاداء التحية والتكريم قياما بأبّهات الكبرياء والتعظيم «صَفًّا صَفًّا ٢٢» أي تقف ملائكة كل سماء صفا على حده فيحدقون بالجن والإنس ويحيطون بهم «وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ» في ذلك اليوم المهيب الذي تأتي فيه ملائكة الله وهو يوم القيامة «بِجَهَنَّمَ» نفسها وينادى من قبل الله هذه التي أعدت للكافرين، كما تبرز الجنة وينادى هذه المعدة للمتقين. اخرج مسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال رسول الله: يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها. وفي رواية: تنصب عن يسار العرش لها تغيظ وزفير. وجاء في بعض الآثار عن علي كرم الله وجهه انه سأل حضرة الرسول فقال كيف يجاء بها يا رسول الله؟ فقال تقاد بسبعين الف زمام يقوده الف ملك. هذا وفي أول المجيء بالبروز، وقال هو على حد قوله تعالى (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) الآية ٣١ من النازعات في ج ٢ وجمل الآية على المجاز لزعمه ان الحقيقة متعذرة في ذلك قال باستحالة الانتقال الذي يقتضيه المجيء الحقيقي على جهنم وهو لعمري جائز إذ لا يستحيل على مالك أمر ذلك اليوم بل يجوز أن تخرج وتنتقل من محلها الى المحشر والى الموقف ليطلع عليها أهله ثم تعود الى مكانها بمجرد أمره لها بين الكاف والنون، وان في ذلك اليوم وراء ما تتخيله الأذهان، وليس ذلك بأعظم من أنزال العرش. راجع تفسير الآية ١٧ من سورة الحاقّة في ج ٢ فإنكار مجيء جهنم يستدعي إنكار نزول عرش الرحمن لأن العلة فيهما واحدة وهي دعوى الاستحالة وذلك كفر والعياذ بالله، لذلك يجب الاعتقاد بظاهر آيات الصفات كما هي طريقة السلف الصالح إذ لا يجوز أن يخطر بالبال أن الله تعالى يعجزه شيء قبله العقل أم لا. راجع