للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه ولد يوسف عليه السلام، قال ما أحسن ما فعل به إخوته حتى طال حبسه وغربته، فقال فيه نصر المصطفى، قال بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر هذا وقد نسب الحافظ الوميطي لعلي كرم الله وجهه هذه الأبيات:

فنعم اليوم يوم السبت حقا ... لعيد إن أردت بلا امتراء

وفي الأحد البناء لأن فيه ... تبدى الله في خلق السماء

وفي الإثنين إن سافرت فيه ... سترجع بالنجاح وبالثراء

ومن يرد الحجامة فالثلاثا ... ففي ساعاته هرق الدماء

وإن شرب امرؤ يوما دواء ... فنعم اليوم يوم الأربعاء

وفي يوم الخميس قضاء حاج ... فإن الله يأذن بالقضاء

وهذا العلم لا يرويه إلا ... نبيّ أو وصيّ الأنبياء

قال الآلوسي لا أظنها تصح عنه، وإن الأيام كلها لا تنفع ولا تضر بذاتها ومن تطيّر بها حاقت به نحوستها، ومن أيقن بأنه لا يضر ولا ينفع إلا الله لم يؤثر فيه شيء، وعلى فرض صحة بعض الأخبار من حضرة الرسول من نحوسة آخر أربعا في الشهر من باب النظير ضرورة أنه ليس من الدين بل من فعل الجاهلية، ولا يبني على قول المخمنين أنه يوم عطارد وهو نحس مع النحوس سعد مع السعود فإنه قول باطل أيضا، ويجوز أن يكون من باب التخويف والتحذير عن مثل ذلك اليوم الذي نزل فيه العذاب ووقع فيه الهلاك أي احذروه وجددوا التوبة فيه خشية أن يلحقكم بؤس كما وقع فيمن قبلكم، وهذا كما قال صلّى الله عليه وسلم حينما أتى الحجر: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين. وهكذا ينبغي أن لا يقف أحد في كل موضع وقع فيه عذاب الله على بعض خلقه ويتحاشى المرور فيه إلا لقصد الاعتبار وجاءت آثار في غير الأربعاء لم تصح أيضا، منها نعوذ بالله من يوم الأحد فإن له حدا أحد من السيف، ولو فرض صحته فهو في يوم مخصوص علم بالوحي ما يحدث فيه. ومنها ما جاء في الفردوس من حديث ابن مسعود: خلق الله الأمراض يوم الثلاثاء، وفيه أنزل إبليس إلى الأرض، وفيه

<<  <  ج: ص:  >  >>