إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا) الآية ٢٧ من ج ٢ وقال قوم محمد لمحمد عليه الصلاة والسلام أنؤمن كما آمن السفهاء الآية ١٣ من البقرة حتى ان قريشا لم ترض بمجالسة فقراء المسلمين كما سيأتي في الآية ٥١ من الأنعام والآية ٢٧ من الكهف في ج ٢ وقالوا أيضا «أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا» بهمزة الاستفهام أسقطت معها همزة الوصل أي ما لهم لم يدخلوا معنا النار وكنا نسخر منهم في الدنيا ولا نرضى مجالستهم، سموهم أشرارا لكونهم على خلاف دينهم، وأراذل لأنهم فقراء «أم» أنهم موجودون ولكن «زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ٦٣» فلم ترهم لكثرة أهل النار، واعلموا أيها الناس «إِنَّ ذلِكَ» الأخذ والرديين التابعين والمتبوعين «لحق» واقع لأنه «تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ٦٤» في النار كائن لا مرية فيه وهذا التشاحن بين العابدين والمعبودين والضالين والمضلين لا محالة صائر بينهم في بعض مواقف القيامة راجع الآية ٣٥ من المرسلات المارة والآية ٢١ من ابراهيم في ج ٢ والآية ١٦٦ من البقرة في ج ٣ «قُلْ» يا سيد الرسل لمشركي قومك «إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ» لكم من هذا المصير السيء «وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ٦٥» لكل شيء وان ما تزعمونه من الآلهة كلها مخلوقة لله ومقهورة له لا تملك من خلقه شيئا ولا لنفسها نفعا وان إلهي «رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ» الغالب الذي لا يمتنع عنه شيء «الْغَفَّارُ ٦٦» لمن رجع اليه نادما من ضلاله وأن عظمت ذنوبه كرما منه لأنه واسع المغفرة. قال الأبوصيري:
يا نفس لا تقنطي من زلة عظمت ... إن الكبائر في الغفران كاللمم.
أي إذا أراد غفرانها راجع الآية ٥٢ من سورة الزمر في ج ٢ «قُلْ» يا أكمل الرسل لقومك ان هذا الذي أنبأتكم به من حالتي أهل الجنة والنار وكوني رسولا منذرا بأن الإله واحد وأن القرآن منزل من لدنه وأن شركاءكم لا يغنون عنكم من الله شيئا «هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧» قدره، جليل أمره، ولكنكم «أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨» مع أنه لا يغفل عنه ويجب الانتباه له والتمسك به وأن الله تعالى أنزله إليّ لأقصه عليكم والا أنا «ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ» أبدا