على كفرهم وعبادة أوثانهم وأنفتهم من اتباع هود وقال طهمة بن البحري يرد على مرثد بن سعد.
الا يا سعد إنك من قبيل ... ذوي كرم وانك من ثمود
فإنا لا نطيعك ما بقينا ... ولسنا فاعلين لما تريد
أتأمرنا لنترك دين قوم ... ورمل والصداء مع العمود
ونترك دين آباء كرام ... وذي رأي ونتبع دين هود
وقالوا لمعاوية احبس عنا مرثدا وخرجوا الى مكة ولما توسطوا الحرم قال قيل اللهم اسق عادا ما كنت تسقيهم وأتى على دعائه الوفد كله ثم لحق بهم مرثد حيث أطلقه معاوية بعد ذهاب الوفد من عنده ورفع يديه الى الله وقال اللهم اعطني سؤلي برا وصدقا ولا تدخلني فيما يدعونك، فأعطي سؤله، ثم جاء لقمان بن عاد وهو سيدهم أي سيد الوفد وقال: اللهم إني جئنك وحدي في حاجتي فأعطني طول العمر، فأعطى عمر سبعة أنسر، عاش كل واحد ثمانين سنة آخرهم اسمه لبيد، وقال قيل اللهم إني اختار لنفسي ما يصيب قومي، فقيل له إنه الهلاك، فقال:
لا أبالي لا حاجة لي بالبقاء بعدهم، فأجاب الله لكل دعوته. هذا، وليعلم أن قلوب الكفرة لا تزال متشابهة قال تعالى (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) الآية ١١٨ من البقرة في ج ٣ لأن ردّ الكافرين لأنبيائهم قديما متشابه وحتى الآن «وقد كانت عندي خادمة من الأرمن من الذين اضطرهم الأتراك للهجرة وصاروا يأخذون منهم طائفة طائفه الى الجزيرة فتعدمهم وجئت يوما للدار فرأيت الخادمة تهيىء نفسها للسفر مع طائفتها، فقلت لها إن ذهبت قتلت وأنا أقدر على إبقائك عندي، فقالت لا عيش لي بعد قومي، فذهبت وقتلت معهم» ولما خرجوا من مكة ووصلوا الى خوصهم هلكوا معهم جميعا إذ ظهرت عليهم سحابات ثلاث حمراء وبيضاء وسوداء، فاختار قيل السوداء لزعمه أكثر ماء واستبشر بها وقد أخبر الله عنهم في الآية ٢٤ من سورة الأحقاف في ج ٢ بقوله «هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا» فجاءهم ريح عقيم استمرت سبع ليال وثمانية أيام، فأهلكتهم جميعا وارتحل مرثد مع جملة المؤمنين صحبة نبيهم هود