المخالفة وما شاكلها فعليك بمراجعة كتاب المواقف- الجزء الثالث ص ٢٨١- فما بعدها فانه يكفيك عن كل كتاب.
أما نسبة القرآن للكتب الاخرى فانه أصح وأجمع وأكمل منها من كل وجه فمن حيث أنه أنزل بلغة عربية وبقي كما هو لم تتطرق إليه التراجم ولم تختلف نسخه عن بعضها بحرف واحد فهو أصدق منها إذ لو جمعت مصاحف أهل الأرض كلها، لا تقدر أن تجد فيها حرفا مغايرا لغيره، أخرج ابن أبي قاسم عن سفيان الثوري انه قال: لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه بلغتهم. قال تعالى (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) الآية ٤ من سورة ابراهيم ج ٢. والكامل لا يأتي إلا بالكامل، وميزة أخرى انك لو قرأته على مر الأيام وكر السنين ما زادك تكراره إلا حلاوة ورغبة فيه واعتقادا بأنه كلام الله حق وصدق لم يغير ولم يبدل كيف لا وقد تحدى الله البشر أجمع على إتيان سورة مثله أو من مثل الذي جاء به. راجع الآية ٢٢ من سورة البقرة في ج، والآية ٢٨ من سورة يونس، والآية ١٣ من سورة هود في ج ٢. تقف على تغيرها وتعرف مدى الفرق بينها وناهيك دليلا على حفظه ما مر لك في الآيتين ٩ من سورة الحجر و ٢٤ من سورة فصلت في ج ٢.
في المطلب السابع المار ذكره وقد أجاد الأبوصيري في قوله بصفته:
الله أكبر إن دين محمد ... وكتابه أقوى وأقوم قيلا
لا تذكروا الكتب السوالف غيره ... طلع الصباح فأطفأ القنديلا
وقال في بردته:
آيات حق من الرحمن محدثة ... قديمة صفة الموصوف بالقدم
فلا تعدّ ولا تحصى عجائبها ... ولا تسام على الإكثار بالسأم
واعلم ان كل ترجمة وقعت له لا تفي بالمطلوب وقد اطلعت على قسم منها فوجدتها لا تنم عن مغازيه فضلا عن الأغلاط الواقعة فيه كالترجمة التركية، ولا بد أن يكون في التراجم الأخرى أكثر أغلاطا لأن الحروف العربية لا تستعمل كلها في اللغات الأجنبية، ولأن معاني الكلمات وما هي عليه من اشتمالها على علم المعاني والبديع والبيان لا يمكن أن تؤول فيها مهما كان المترجم قادرا، فإن الكتب الأخرى فقدت زخرفها لتعرضها للترجمة لأنها أولا أنزلت بالعربية وترجمها كل نبي بلغة قومه كما مر لك