جاء في هذا الإنجيل ص ١ و ٦ ما يدل على عصمة الأنبياء خلافا لما جاء في غيره وفي التوراة وبعض الأناجيل الأربعة المتداولة ما يثبت أن يهوذا الا مخربوطي المنافق الذي دل اليهود على السيد عيسي ليغتالوه شنق نفسه تكفيرا لما وقع منه، ومنها ما يسكت عنه وكلها متفقة على أن الصلب وقع على المسيح، إلا إنجيل برنابا فإنه يثبت وقوع الصلب على الخبيث يهوذا الذي ألقي عليه شبه المسيح وفاقا لما جاء في القرآن، وهذا كله يثبت بلا ريب أن ما وقع من الاختلاف في هذه الأناجيل وفي التوراة أيضا من سوء الترجمة، وما وقع فيها من التدجيل هو من الدّس الذي أدخل فيها، ولو دققت بانصاف وقوبلت مع الإنجيل الصحيح الذي أنزل على عيسى عليه السلام وبلغه لقومه الذي لم يترجم بعد، لوجدته موافقا للقرآن المشتمل على مضمون جميع الكتب الإلية الذي أجمع عليه البشر بأنه لا يضاهيه كلام ولا يقاس بغيره وقيل:
وما كل مخضوب البنان (بثينة) ... ولا كل مصقول الحديد يماني
وقول الآخر:
أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونارا توقد بالليل نارا
أما ما جاء في صدق نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم عدا شهادة الله وكتبه ورسله فإليك ما صرح به (أدوار مونيه) مدرس اللغات الشرقية في مدرسة جنيف في مقدمة ترجمته القرآن بالافرنسية ما معناه بالعربية حرفيا قال: [كان محمد صادقا كما كان أنبياء بني إسرائيل في القديم، كان مثلهم يرى رؤيا ويوحى إليه، وكانت العقيدة الدينية وفكرة وجود الألوهية متمكنتين فيه كما كانتا متمكنتين في أولئك الأنبياء أسلافه فيحدث فيه كما كان يحدث فيهم (ذلك الإلهام النفسي) وهذا التضاعف في الشخصية الذين يحدثان في العقل البشري المرائي والتجليات والوحي والأحوال الروحية التي من بابها] فهذا العالم الاوربي يقول، ما كان به أنبياء بني إسرائيل كان ثابتا لمحمد صلّى الله عليه وسلم.
وقال (جسيون) القرآن مسلم به من حدود الاوقيانوس الاتلانتيكي إلى نهر الجانج بأنه الدستور الاساسي ليس لأصول الدين فقط بل للأحكام الجنائية والمدنية وللشرائع