فقد أخرج بن الأنباري في كتاب الكلمة عن عبد الله بن فروخ قال: قلت لابن عباس يا معشر قريش أخبروني عن هذا الكتاب العربي هل كنتم تكتبونه قبل أن يبعث الله فيكم محمدا تجمعون منه ما اجتمع وتفرقون منه ما افترق مثل الألف واللام والنون؟ قال نعم، قلت ممن أخذتموه؟ قال من حرب بن أمية، قلت وممن أخذه حرب؟ قال من عبد الله بن جدعان، قلت وممن أخذه عبد الله بن جدعان؟
قال من أهل الأنبار، قلت وممن أخذه أهل الأنبار؟ قال من طارئ طرأ عليهم من أهل اليمن، قلت وممن أخذه ذلك الطارئ؟ قال من الخلّجان بن القسم كاتب الوحي لنبي الله هود عليه السلام وهو الذي يقول:
أفي كل عام سنة تحدثونها ... ورأي على غير الطريق يعيّر
وللموت خير من حياة تسيئنا ... بها جرهم فيمن يسبّ وحمير
هذا وأول من اشتهر بالكتابة من الأصحاب أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم.
واعلم ان أصول كتابات الأمم اثنا عشر: ١- السريانية، ٢- العبرانية، ٣- الحميرية، ٤- الفارسية، ٥- اليونانية، ٦- الرومية، ٧- القبطية، ٨- البربرية، ٩- بالهندية، ١٠- الأندلسية، ١١- الصينية، ١٢- العربية، ولها فروع كثيرة، هذا، وبعد هذه الآيات الخمس بتسع سنين وعشرة أشهر نزل قوله تعالى ردّا لغلو أبي جهل وتمرده وبغيه «كلآ» حقا «إِنَّ الْإِنْسانَ» جنسه إذا تكاثرت. عليه النعم «ليطغى ٦» على غيره ويستكبر ويتجاوز الحد في المعاصي واتباع الهوى ولا يشكرها «أَنْ رَآهُ» أي ان راى نفسه «استغنى ٧» وكثر ماله وولده فيأنف ويترفّع على غيره في المأكل والمشرب والملبس والركب والمسكن والترف وكان نزولها وما بعدها لآخر السورة بعد فرض الصلاة، بدليل النهي فيها عنها، وقد ألحقت بالآيات الخمس الأول على الصورة التي ذكرناها في مطلب جمع القرآن فراجعها.