للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المذياع «الراديو» لأن المسموع منه- معين لا يكون بتسجيلا- صوت القارئ نفسه لا صداه، ولذلك لا يجب لسماعها من الصندوق «فوتو غراف» لأنه صدى الصوت نفسه كما يسمع من الدار والجبل كما أوضحه الفقهاء. وهي سجدة واحدة يسبح فيها تسبيحات سجود الصلاة ويسن أن يزيد عليها (سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، اللهم اكتب لي بها أجرا، وضع عني بها وزرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من نبيك داود عليه السلام) .

وإذا كان عند التلاوة أو السماع غير متوضئ فليقل «سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» ، الآية ٢٨٥ من البقرة ج ٣، ثم يقضيها بعد، فإذا سمعها وهو في الصلاة نواها في ركوعه أو سجوده. روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء، أي في السجود، وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: سجدنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم في (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) و (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) ، وجاء في صحيح مسلم من حديث لثوبان مرفوعا: عليك بكثرة السجود، فإنه لا تسجد لله سجدة إلا ورفعك بها درجة وحط عنك بها خطيئة. ولهذا البحث صلة في سجدة سورة مريم الآتية. واعلم انه إذا لم يرد بالصلاة هذه المبينة في الآية ١٧ المارة الصلاة المفروضة على فرض نزول هذه الآية قبل فرض الصلاة على النبي وأمته فيكون المراد بها في هذه الآية وما بعدها من السور الآتية إلى نزول سورة الإسراء صلاة الركعتين التي فرضها الله تعالى عليه خاصة وتابعه بعض من أسلم معه عليها تطوعا، إلا أن القول المعتمد ان المراد بها الصلاة المفروضة على القول بأنها نزلت بعد فرض الصلاة كما علمت مما ذكرناه آنفا وقول القائل يتجه في غير هذه الآية من الآيات الأخر الوارد فيها لفظ الصلاة النازلة قبل فرضها اتفاقا. هذا، والله أعلم. واستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>