للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألف درهم وطستا من ذهب على أن تقول زنى بي موسى، وتعهد لها بأنها إذا قالت ذلك على ملأ الناس لموسى يجعلها كسائر نسائه فطمعت بذلك ورضيت، ثم قال للذين معه إذا تم هذا الأمر على رءوس الأشهاد فإن بني إسرائيل تخرج عليه ويرفضونه وأبقى لكم أنا أفيض عليكم من مالي. وهذا كله من حب نفسه الخبيثة رئاسة والمال حسدا لموسى عليه السلام، وكان نقم عليه قبلا بسبب جعل هرون رئيسا للأحبار على رئاسة المذبح للقرابين، ولم يجعل له شيئا مع أن موسى لم يجعلها أخيه إلا بأمر الله، ولأنه أقسره على إعطاء الزكاة، وهو قد استكثرها وبخل؟؟؟ الله بها واستغل خبثه أملا بأخذ الرئاسة له وحبّا بالدنيا مع أنه لو عاش ما عاش؟؟؟ نوح عليه السلام وأكل الذهب والفضة لما نقذ ما عنده، وهو أكبر رئيس من جهة دنيا لكثرة ما عنده (قال سهيل ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح أبدا، والسعيد من عرف بصره عن أقواله وأفعاله، وفتح له سبيل رؤية منّة الله عليه في جميع الأحوال، والشقي من زين له في عينيه أقواله وأفعاله وأحواله، ولم يفتح له سبيل؟؟؟ منّة الله عليه فافتخر بها وادعاها لنفسه فيهلكه شؤمه كما صار في قارون،؟؟؟ ثم جمع قارون بني إسرائيل وأتى بهم إلى موسى، وقال له إنهم أتوا لتأمرهم؟؟؟ تنهاهم، فخرج إليهم وقام بعضهم فقال من جملة ما قال من سرق قطعنا يده، من افترى جلدناه ثمانين جلدة، ومن زنى وليست له امرأت جلدناه مئة جلدة، من زنى وله امرأت رجمناه إلى أن يموت، قال قارون نازعا جلباب الحياء لأدب متلبسا بالجرأة والقسوة: وإن كنت أنت يا موسى؟ قال وإن كنت؟؟؟ قال فإن بني إسرائيل وأشار إلى جماعته يزعمون أنك فجرت بفلانة الباغية،؟؟؟ ادعوها وأخذه الغضب، فجاءت ومثلاث أمامه وهم من بين يديها ومن خلفها؟؟؟ على القول ويمنونها بما تعهد به لها قارون، فقال لها أنشدك بالله الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل لهم التوراة إلا صدقت فتداركها الله وحفّها لتوفاق وقالت في نفسها إني أحدث توبة لله أحسن مما وعدنيه قارون من المال لعزّ، فتقدمت وقالت بصوت عال لا والله حاشا موسى، ولكن قارون جعل جعلا على قذفه ووعدني أن أقول إنه فجربي، أما وقد خلفتني يا موسى

<<  <  ج: ص:  >  >>