للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقرؤون القرآن من غير معرفة حلاله وحرامه ومعانيه هل لهم الأجر الوارد من غير نقص أم لا، فقال: " الأجر على تلاوة القرآن ثابت لكنه إذا كان بتدبر معانيه فأجره مضاعف، وأما أصل الثواب بمجرد التلاوة فلا شك في حصوله، والله سبحانه لا يضيع عمل عامل منهم انتهى، فيمكن حمل ما ذكر هنا أولاً على مضاعفة الأجر الموعود به لا مجرد الإثابة على نفس التلاوة ".

وأما ما جاء عن الصحابة والتابعين في فضل التفسير فعن علي أنه ذكر جابر بن عبد الله ووصفه بالعلم وقال: إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل الله، وقال الشعبي: رحل مسروق في تفسير آية إلى البصرة فقيل له إن الذي يفسرها رجل في الشام فتجهز ورحل إلى الشام حتى علم تفسيرها، وقال عكرمة: في قوله سبحانه (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله) طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة حتى وجدته. قال ابن عبد البر: هو ضميرة بن حبيب، وقال ابن عباس: مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يمنعني إلا مهابته فسألته فقال: هي حفصة وعائشة.

وقال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرؤن القرآن وهم لا يعلمون تفسيره، كمثل قوم جاءهم كتاب من عند مليكهم ليلاً، وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤا ما في الكتاب.

وللسلف رحمهم الله من هذا الجنس ما لا يأتي عليه الحصر، وعن عثمان

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " (١) رواه البخاري، وعن عائشة قالت: قال رسول- الله - صلى الله عليه وسلم - " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " (٢) متفق عليه.


(١) البخاري/٥٠٢٧ باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه
(٢) مسلم/٢٤٤ - ابن ماجة/٥٢ - مسند أحمد ٦/ ٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>