والجنابات وسائر النجاسات؛ وهذا قول أكثر المفسرين، وقيل معناه يحبون التطهر من الذنوب بالتوبة والاستغفار والأول أولى.
وقال الرازي: المراد بها الطهارة من الذنوب والمعاصي، وعينه بوجوه ثلاثة وقيلِ يحبون أن يتطهروا بالحمى المطهرة للذنوب فحموا جميعاً وهذا ضعيف جداً.
(والله يحب المطهرين) معنى محبة الله لهم الرضا عنهم والإحسان إليهم كما يفعل المحب بمحبوبه.
وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني والحاكم عن أبي أيوب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك أن هذه الآية لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيراً في الطهور فما طهوركم هذا؟ قالوا نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة؛ قال فهل مع ذلك غيره؟ قالوا لا، غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحط أن يستنجي بالماء، قال هو ذاك فعليكموه "(١).
وفي حديث رواه البزاز قالوا نتبع الحجارة بالماء؟ فقال هو ذاك فعليكموه، وفي الباب روايات بألفاظ، وقد روي عن جماعة من التابعين في ذكر سبب نزول الآية نحو هذا.
ولا يخفاك أن بعض هذه الأحاديث ليس فيه تعيين مسجد قباء وأهله وبعضها ضعيف وبعضها لا تصرح فيه بأن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء؛ وعلى كل حال لا يقاوم تلك الأحاديث المصرحة بأن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي (- صلى الله عليه وسلم -) في صحتها وصراحتها.