واقف في طريق النجاة، ولا معتصم عن الخطأ. ولا سالك في طريق السلامة والاستقامة. وكما تقول هكذا في الاستواء والكون في تلك الجهة، فكذا تقول في مثل قوله سبحانه، (وهو معكم أينما كنتم) وقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) وفي نحو إن الله مع الصابرين (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) إلى ما يشابه ذلك، ويماثله ويقاربه ويضارعه، فيقول في مثل هذه الآيات هكذا جاء القرآن أن الله سبحانه مع هؤلاء ولا نتكلف بتأويل ذلك كما يتكلف غيرنا بأن المراد بهذا الكون وهذه المعية، هو كون العلم ومعيته فإن هذه شعبة من شعب التأويل، تخالف مذاهب السلف وتباين ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم.
وإذا انتهيت إلى السلا ... مة في مداك فلا تجاوز
وهذا الحق ليس به خفاء ... فدعني من بينات الطريق
وقد هلك المتنطعون.
ولا يهلك على الله إلا هالك ... وعلى نفسها براقش تجني
وفي هذه الجملة وإن كانت قليلة ما يغني من يشح بدينه، ويحرص عليه من تطويل المقال، وتكثير ذيوله، وتوسيع دائرة فروعه وأصوله والمهدي من هداه الله والله أعلم انتهى.
(الرحمن) خبر مبتدأ محذوف أي هو الرحمن، أو بدل من الضمير في استوى وقرئ بالجر على أنه نعت للحي، أو للموصول، وقيل أو مبتدأ وخبره (فاسأل به خبيراً) على رأى الأخفش. والضمير المجرور يعود إلى ما ذكر من خلق السماوات والأرض، والاستواء على العرش والمعنى فاسأل بتفاصيل ما ذكر إجمالاً من هذه الأمور عليماً.
وقال الزجاج والأخفش: الباء بمعنى عن، أي فاسأل عنه كقوله:(سأل سائل بعذاب واقع) والمراد بالخبير الله سبحانه لأنه لا يعلم تفاصيل تلك المخلوقات إلا هو، وقيل جبريل عليه السلام: والأول أولى وما قيل: إن التقدير إن