حركة الظل وفلكة المهواية والرحى وسريان النار في الفحم والزيت في الزيتون والسمسم وما أشبه ذلك، راجع الآية ١١٢ من سورة هود المارة، وروى الترمذي والنسائي عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله وريحانته رضي الله عنهم قال حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. أي ما تشك وتشتبه به إلى ما لا تشك ولا تشتبه فيه. وجاء في خبر آخر رحم الله امرأ جبّ المغيبة عن نفسه. أي قطعها بعدم وقوفه ومروره في مواقف التهم وعدم مشيه مع المشبوهين باقتراف المعاصي ومجالستهم ومكاتبتهم فيجب على الإنسان أن يحفظ نفسه وسمعته من كل ذلك. كان جار الله محمود الزمخشري مقطوع الرجل وقد أخذ حكما من قاضي زمانه بأنها قطعت بعاهة لئلا يظن أنها قطعت بسرقة أو فساد في الأرض، وكلما دخل بلدة اظهر لأهلها حكم القاضي بأنها قطعت بعاهة خوفا من تهمة السوء، قيل إنه ذات يوم أمسك عصفورا فكسر رجله فقالت له أمه كسر الله رجلك كما كسرت رجله، وكان ذهب إلى بخارى لطلب العلم وكسرت رجله بسبب وقوعه عن الحمار، فقال هذه دعوة أمي إلا أن الإثبات الذي لديه يدل على أنها تعطلت بالثلج. هذا ولا يبعد أن السيد يوسف عليه السلام خشي أن يخرج ساكتا من السجن عن أمره الذي سجن من أجله وشاع خبره لدى العامة ولم تتضح براءته منه بصورة جلية ليطلع عليها الخاص والعام، وقرف به من أن يتسلق به الحاسد إلى تقبيح أمره ذلك، فيكون سلّما إلى الحط من قدره ونظر الناس إليه بعين الاحتقار، فلا يعلق كلامه في قلوبهم وهو بحاجة إلى ذلك لتمهيد دعوته إلى ربه، وقد لا يترتب على دعوته قبولهم فيما لو بقي ساكتا عن إظهار واقعته، لذلك فإنه وضحها للناس على الصورة المذكورة أعلاه، هذا ولما ثبت لدى الملك براءته ورأى علمه وفضله ودرايته وثناء العامة عليه أحبّ أن يصطفيه لنفسه، لأن الصابر العفيف الحسن الكتوم أهل لأن يكون من خواص الملك، وكان عليه السلام العفيف الحسن الكتوم أهل لأن يكون من خواص الملك
، وكان عليه السلام متحليا بكل وصف حميد، فأراد أن يوليه أمر ملكه وتدبير رعيته المنبئ عنه قوله تعالى «وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي» فذهب الرسول الأول حالا فرحا مسرورا ودخل السجن وبلغه أمر الملك على رؤوس الأشهاد،