للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمران في ج ٣، وقال «إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» الآية ٤٨ من سورة الحجر الآتية وقال صلّى الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أتلف وما تناكر منها اختلف وقال صلّى الله عليه وسلم ان روحي المؤمنين يلتقيان في مسيرة يوم، وما رأى أحدهما صاحبه، وقد سنّ الإخاء وندب إليه وآخى بين أصحابه، وجاء في الخبر عنه صلّى الله عليه وسلم كم أخ لك لم تلده أمك، وقال عليه الصلاة والسلام الرجل بلا أخ كشمال بلا يمين. وقال جعفر الصادق عليكم بالإخوان فأنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة. وقال الشاعر:

أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح

وقال زياد خير ما اكتسب المرء الإخوان، فإنهم معونة على حوادث الزمان، ونوائب الحدثان، وعون في السراء والضراء. قال ابن السماك أحق الإخوان ببقاء المودة الوافر دينه، الوافي عقله، الذي لا يملّك على القرب ولا ينساك على البعد ان دنوت منه داناك، وان بعدت عنه راعاك، وان استعنت به عضدك، وان احتجت إليه رفدك، وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله، فهو الذي يواسيك في الشدة أكثر من الرخاء، ويغار عليك كما يغار على نفسه ويساوي حاجتك بحاجته بل تقتضى مروءته تقديمها على حاجته ولو أضرّت به. وفي هذا قيل:

دعوى الإخاء على الرخاء كثيرة ... ولدي الشدائد تعرف الإخوان

وقال الآخر:

إن أخاك الحق من يسعى معك ... ومن يضر نفسه لينفعك

ومن إذا ريب الزمان صدعك ... شتّت فيك شمله ليجمعك

وقيل لخالد بن صفوان أي اخوانك أحب إليك؟ قال الذي يسد قلّتي، ويغفر زلّتي، ويقبل عثرتي وقيل من لم يوأخ إلا من لا عيب فيه قلّ صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا بايثاره على نفسه دام سخطه، ومن عاتب على كل ذنب ضاع عتبه وكثر تعبه. وقيل في ذلك:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

وإن أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

<<  <  ج: ص:  >  >>