للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج ٢، وفيها ما يرشدك إلى المواضع الأخرى الباحثة عن ذلك، ولبحثه صلة في الآية ٢٥ فما بعدها من سورة الحج الآتية، وقد فرض في السنة التاسعة من الهجر مما يدل على أن هذه الآية متأخرة في النزول عن سورتها، وقد وضعت هنا كفيره بإشارة من حضرة الرسول ودلالة من الأمين جبريل طبق ما هو عند الله. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان. وبينا أن الصوم فرض في ١٠ شعبان السنة الثانية من الهجر.

وأن الصلاة فرضت ليلة الإسراء في ٢٧ رجب السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بسنتين وسبعة أشهر تقريبا، وأن الزكاة فرضت في السنة الثانية من الهجرة ورويا عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: لا يشير الرجال إلا لثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى. هذا، ومن آيات البيت المشرف الحجر الأسود الذي هو مبدأ الطواف وعلامة على انتهاء الشّوط ويسمى الركن وهو بيضوي الشكل بقطر ثلاثين سانتيما تقريبا، وهو مقدس لذاته ولمعنى فيه فضلا عن وجوده في البيت، وقد جاء في الخبر أنه يمين الله تعالى في الأرض، والأمر بتقبيله أو لمسه يدل على ذلك، قال ابن عباس: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، وإنما سودته خطايا ابن آدم- أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح- وله عنه قال: قال رسول الله في الحجر والله ليبعثنه يوم القيامة وله عينان يبصر فيهما ولسان ينطق به ليشهد على من استلمه بحق. وله عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب. - قال الترمذي وهذا موقوفا على ابن عمر-. قال تعالى «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ» الدالة على صدق رسالة رسوله «وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ جملة حالية أي كيف يقع منكم ذلك، والحال أن الله شهيد عليكم ويا سيد «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ

<<  <  ج: ص:  >  >>