ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش مما لا خير فيه
ألا رحم المهيمن نفس حر ... تصدق بالممات على أخيه
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال لما خلق الله آدم قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذرّيتك فقال السلام عليكم. فقالوا عليك السلام ورحمة الله فزادوه ورحمة الله، وإنما بدلت تحايا الجاهلية المعتادة عندهم بالسلام لأن معناه السلامة والأمان فهو أتم وأحسن وأكمل من ذلك كله، فإذا قال لك أخوك السلام عليك ورحمة الله فزد أنت وبركاته ليكون ردك أحسن من سلامه، وإذا حياك بالصيغة كلها فردها بمثلها روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. وروى مسلم عن أبي هريرة قال قال صلّى الله عليه وسلم لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم. وأخرج ابن ماجه عن أبي أمامة قال أمرنا نبينا صلّى الله عليه وسلم أن نفشي السلام.
وأخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلّوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. هذا ويستحب أن يقول السلام عليكم سواء كان المسلم عليه واحدا أو جماعة، وأن يزيد المجيب فيقول وعليكم السلام ورحمة الله، ويرفع كل منهما صوته بحيث يسمع صاحبه، ولا يزيد على وبركاته شيئا، لأن كمال صيغة السلام تنتهي بها، وأن لا يؤخر الردّ، بل يجيبه فورا. وسنة السلام وواجبه على الكفاية إذا قام بها واحد سقط عن الآخرين وإلّا عوتبوا جميعا وأثموا. وكذلك تشميت العاطس سنة كفاية إذا سمع قوله الحمد لله وإلا فليس على السّامع تشميته. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال يسلّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير وفي رواية والصغير على الكبير، والمار على القاعد. وهذه آداب السلام، ومنها ما روي عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم أولى الناس لله عز وجل من بدأهم بالسّلام- أخرجه أبو داود- وما رواه أنس أنه مر على صبيان