ما أعظم آية في القرآن قال:(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فصدقه صلّى الله عليه وسلم في قوله، ولذلك أدخلت في بدء كل سور القرآن، عدا سورة التوبة كما سنعلم سببه فيها.
ولأن المسلمين أجمعوا على أن ما بين الدّفتين كلام الله، فلو لم تكن البسملة منه لما أدخلوها فيه، ولم تجمع الصحابة على نسخ المصاحف وتدوينها فيها، كما هي عليه الآن، وحرق ما سواها مما قيل أنه قرآن، ومنع الناس من تلاوة غيرها لتوحيد القراءة، ودفع ما يقع من الاختلاف فيها حسب لغات العرب، إلا لتجريد كلام الله عما سواه خوفا من أن يزاد فيه أو ينقص منه، ألم تر أن لفظة آمين مع كثرة الأحاديث الواردة فيها والمواظبة على قراءتها مع الفاتحة في الصلاة، وغيرها من لدن حضرة الرسول فمن بعده متواترة. لم تكتب في القرآن لأنها ليست منه، ويرد الأقوال والأحاديث الواردة بأن البسملة آية من الفاتحة أو كل سورة ما ثبت بالأدلة القطعية المتقدمة بأن أول ما نزل (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ولم تذكر البسملة معها.
وما روي عن أبي هريرة عنه صلّى الله عليه وسلم من أن سورة الملك ثلاثون آية والكوثر ثلاث آيات والإخلاص أربع آيات فلو كانت البسملة آية منهنّ لكانت الأولى ٣١ والثانية ٤ والثالثة ٥ لأن القرآن لا يثبت إلا بتوقيف من الشارع أو بالتواتر والاستفاضة أما معناها فالاسم مشتق من السموّ أي الرفعة والعلو، يقال سمّو الأمير، ويريدون علو شأنه ورفعة قدره، والجار متعلق بفعل مقدر تقديره، أبتدئ تبركا باسم (الله) الواجب الوجود المنزه ذاته عن الكيفية والكمية، المتبرك به في جميع الأحوال ولا يطلق هذا اللفظ على غيره تعالى البتة، وتفخّم لامه بعد فتح أو ضم ما قبلها، وقيل مطلقا، ومن صفاته (الرحمن) الذي وسعت رحمته كل شيء، يرحم المؤمن والكافر والبر والفاجر ولا يجوز أن يوصف به غيره، ولا يسمى به معرف، وما قيل في مسيلمة الكذاب: وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا ...
فمن تعنته وكفره بادعائه النبوة.
وقيل الممنوع المعرف فقط فلا يجوز أن تسمي أحدا أو تصفه بالرحمن، ومن