ذريتك كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال: قال صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل يا آدم، فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك، فينادى بصوت عال إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعث النار (أي أهلها المخلوقين لها ازلا من بين الخلائق الموجودين في المحشر) راجع تفسير الآية ٣٨ من سورة مريم الآتية وذلك بعد الحساب وقبل أن يقول الله تعالى (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) الآية ٥٩ من سورة يس الآتية بدليل قوله (قال يا رب وما بعث النار؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون) فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى راجع الآية الأولى من سورة الحج في ج ٣، فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم قالوا يا رسول الله أيّنا ذلك الرجل؟
فقال: أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعا وتسعين ومنكم واحد، ثم قال: أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وفي رواية كالرخمة (الأثرة بباطن عضد الحمار) في ذراع الحمار، وإني لأرجو أن تكونوا رباع أهل الجنة فكبّرنا ثم قال ثلاث أهل الجنة فكبّرنا ثم قال شطر أهل الجنة فكبّرنا، وفائدة هذا التدريج من الربع إلى الثلاث إلى الشطر المبالغة في الإكرام وهو أوقع في النفس من الإعطاء دفعة واحدة، وفي تكرير البشارة حملهم على الشكر مرة بعد أخرى، وما قيل إن هذا اليوم عند زلزلة الساعة قبل خروجهم من الدنيا جريا على ظاهر الآية المارة حقيقة وان إجراءها على يوم القيامة مجاز بعيد عن السياق فإن ظاهر الآية وحقيقتها هو ما ذكر والله أعلم بالواقع يؤيده قوله تعالى «السَّماءُ» هذه التي تشاهدونها الآن مع عظمتها «مُنْفَطِرٌ بِهِ» منشقة في ذلك اليوم من شدة الهول فما بالك بغيرها وهل يكون انفطارها إلا في يوم القيامة وهذا وعد حق من الله «كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا» واقع لا محالة إن الله لا يخلف وعده «إِنَّ هذِهِ» الآيات المنزلة عليك يا سيد الرسل «تذكرة» عظات وعبرا لقومك «فَمَنْ شاءَ» منهم قبل حلوله «اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا ١٩» طريقا للخلاص من هوله بالإيمان والطاعة لما أمر به ونهي ت (٧)