للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَكْلُ بعض أجزاء الحيوان المأكول نيِّئاً

(١٤) السؤال: هل أكلُ كَبِدِ الغَنَمِ وهي نَيِّئةٌ حرامٌ أم لا؟ لأنَّني قرأت قول الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة: ٣].

الجواب: الدَّمُ المقصودُ في الآية هو الدَّمُ المسفوح السائلُ الذي يقع عند نَحْرِ الذبيحة، أو ما يأخذُه الكُفَّار في الجاهلية، أو ما يأخذُه الناس أو يسحبونه من البهيمة بإبرَةٍ، أو بقَصَبَةٍ ثُمَّ يشربونَهُ.

أمَّا الدَّمُ القليل الذي هو بين اللَّحم، وفي العُروق، فإنَّ هذا لا ينطبق عليه قول الله تعالى في القرآن (الدَّم)، وقد جاء في الحديث: (أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا المَيْتَتَانِ، فَالحُوتُ وَالجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ، فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ).

وعليه؛ فإنَّ أكلَ الكَبِدِ نيِّئةً أو مطبوخةً لا شيء فيه، وكذلك الطِّحال، وإنْ كانت الكَبِدُ دَماً إلَّا أنَّها مباحة. أمَّا الدَّم الذي في داخل اللَّحم حتَّى ولو وُضِع اللَّحم في قِدْرٍ وخرج منه، فهذا لا شيء فيه، ورَفَعَ الله عنَّا بهذه الشريعة السمحة الآصار والأغلال والحرج، فلا حرج في مثل هذه الأمور.

[ثمر الغصون من فتاوى ابن غصون (١٢/ ٣٣٣)]

* * *

(١٥) السؤال: هل يباحُ أكلُ بعض أجزاء الشاةِ؛ كالقلب والكبد قبل طبخها بالنار؟

الجواب: أكلُ بعض اللَّحم النَّيِّئ لا بأس به وحلالٌ، لكنَّ الأطباء ينهون عنه؛ لأنَّه قد تكون الشاة أو الذبيحة فيها نوعٌ من المرض، وأَكْلُ النَّيِّئِ إذا كان الحيوان مريضاً يؤثِّر كثيراً، أمَّا إذا طُبِخَ فإنَّ الطَّبْخَ هذا يقطع مادَّة المرض الذي فيه، فإذا أَكَلَ الإنسان من حيوانٍ لحمُه نَيِّئٌ؛ كالكَبِدِ، أو القَلْبِ، أو الكُلْوَةِ، وفيها مرض؛ فإنَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>