للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٩٨٢) السؤال: الأستاذُ يَعْلَمُ أنَّ أنواع الأعْطارِ المُستحضَرَةِ بمعامل أوربَّا شَغَلَتْ حيِّزاً كبيراً جدًّا في ميدان التجارة. وعلى تلك النِّسْبَة شاعَ استعمالُها بين العموم، خصوصاً العائلات، ولا أزيدُ الأستاذَ عِلْماً بأنِّي ربَّما جاورتُ في بعض صفوف الصَّلاة رِجالاً قد عَمَّ المسجدَ روائحُ ما بأجسامهم وملابسهم من تلك الأَعْطار، على أنَّنا نعلم مِنَ الفَنِّ ومن المشاهدة أنَّ تلك المُستحضَرات جميعاً يَدْخُلُها الكُؤولُ (إسبرتو)، ويقولون: إنَّ الكؤول نَجِسٌ بإجماع المذاهب الأربعة؛ لتخمُّرِه، وهو يُنتِجُ نَجاسَةَ كافَّة أنواع هذه الأَعْطار؛ فإذا صَحَّت هذه النتيجة تبعاً لصِحَّة المُقدِّمَة، تكون مُصيبة الأُمَّة الإسلاميَّة من ذلك عظيمةً جدًّا، ولا غَرابَة في ذلك؛ إذا عَلِمْنا أنَّ الطَّهارة شَرْطٌ في كثير من العِبادات، على أنَّ الكُلَّ -يعني كُلَّ المسلمين- واقعون في هذه المُصيبَة، وهم يظنُّون أنَّهم يُحسِنونَ صُنْعاً.

فهل للأستاذ -حفظه الله للإسلام- أنْ يخوضَ هذا الموضوع، ويَهدِينا فيه إلى سواء السبيل؛ فإنْ كنَّا مُصِيبينَ ثَبَتْنا على ما نحن عليه، وإلَّا أعلنتم ذلك الخطأ العامَّ، والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ. والله يحفظكم لنا.

الجواب: إنَّ هذه الأعْطَار طاهرةٌ، ومعاذَ الله أنْ يَجْعَلَ دِينُ الفِطْرَةِ الطِّيبَ قَذَارَةً، وقد بَيَّنَّا ذلك بالتفصيل في (المجلَّد الرابع من المنار)، وقد انتقد ذلك جاهلٌ، فرَدَدْنا عليه في نَبْذَتَيْن عنوانهما (طَهارةُ الكُحولِ. والرَّدُّ على ذي فُضولٍ). فليراجع ذلك كُلُّه (في ص ٥٠٠ و ٨٢١ و ٨٦٦).

[فتاوى محمَّد رشيد رضا (١/ ١٢٧ - ١٢٨)]

* * *

(٩٨٣) السؤال: [ما حُكْمُ التطيُّب بالكُلونيا؟]

<<  <  ج: ص:  >  >>