زمزم وشربتُ منها بنِيَّة تَرْكِه، وكفاية ضَرَر فَقْدِه، فلم أَعُدْ إليه بعد ذلك، ولم أجد لفَقْدِه ضَرراً بوجه مطلقاً. اهـ.
وصدق في ذلك وبَرَّ؛ فإنَّ شَغَفَ النفوس عند فَقْدِه، وظهورَ علامات الضَّرر عليها؛ إنَّما هو لعَدَمِ خُلوص نِيَّاتها، وفسادِ طَويَّاتِها، وبقاء كَمينِ تَشوُّفِها إليه، وتَعويلِها عليه؛ فلمْ تَجِدْ حينئذٍ ما يَسُدُّ مَحلَّه من الكَبِد، فيَعظُم ضَرَر فَقْدِه حينئذٍ.
وأمَّا من عَزَمَ عَزْماً صادقاً على تَرْكِه، وتوسَّل إلى الله سبحانه وتعالى في ذلك بصِدْق نِيَّةٍ، وإخلاص طَويَّةٍ، فلا يَجِد لتَرْكِه أَلماً بحول الله تعالى وقُوَّته.
(٩١٢) السؤال: هل يُعتَبرُ الحَشيشُ والأَفْيونُ حَراماً كحُرْمَة الخَمْر؟ وما موقف الشريعة الغرَّاء ممَّن يتَّجِرُون بالمُخدِّرات والخُمور؟ وكذلك من يخالطونهم من ذوي قرابتهم فيأْكُلون في بيوتهم، وقد يستدينون منهم شيئاً من المال؟
الجواب: الحشيش والأفيون، وكُلُّ ما يُخَدِّر الحسَّ حَرامٌ؛ لما فيه من معنى الخَمْر وهو يؤدي إلى العَتَه أو الجنون، والمتَّجِرون بهذه الموادِّ يُفسِدون عقول الناس فيستحقِّون التَّعزير الشديد، ومخالطتُهم للتشجيع مكروهةٌ، ولكنَّها لصِلَة الرَّحِم والمَوَدَّة والنصيحة مستحسنةٌ.