للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى حدٍّ كبير جدًّا العمليَّات الكيميائيَّة التي يمرُّ بها الطعام في الجهاز الهضمي إلى أن ينتهي بالفَضَلات (البُراز). ما رأي الشَّرْع إذن بعد هذه النتائج التحليليَّة في نَجاسَةِ الخَمْر؟

الجواب: جمهور الفُقهاء والمذاهب الأربعة متَّفِقةٌ على الحكم بنجاسة الخَمْر كالدَّم والبَوْل؛ لأنَّ القرآن وَصَفَها بأنَّها رِجْسٌ، وأَمَرَ باجتنابها، ومعنى الرِّجْس في اللُّغة: القَذَر، واستعمله القرآن فيما يجبُ الابتعادُ عنه بتاتاً، وهذا يوجب في نظرهم الحكم بنجاسة الخَمْر، والقَذارة فيها اعتباريَّة للتنفير.

وهناك من الفُقهاء والمجتهدين من يرى عدم نجاستها، بحُجَّة أنَّ الآية الكريمة لا تدلُّ على النجاسة؛ لأنَّ الأمر باجتنابها إنَّما يدلُّ على التحريم، ولا يلزم منه النَّجاسة، بدليل أنَّها قُرِنَت في الآية بالمَيْسِر والأَنْصاب والأَزْلام، ولم يَقُلْ أحدٌ منهم بنجاسة شيءٍ من هذه الأشياء، والمَيْسِر لَعِبٌ لا يقبل الحكم بنجاسةٍ ولا طهارةٍ وإن كان حَراماً، كما أوضحه الإمام النووي الشافعي في (المجموع ٢/ ٥٦٤).

أمَّا مراحل التفاعل الكيماوي التي يمرُّ بها العصير إلى أن يتَخَمَّر فلا عِبْرة له في قضية النجاسة والطهارة التي مصدرها النَّصُّ الشرعيُّ، ومهما كان هذا التفاعل فإنَّ التخمُّر في نهايته لا يشبه تحول بقايا الطعام إلى فَضَلات وبُراز.

[فتاوى مصطفى الزرقا (ص ١٠٠)]

* * *

حُكْمُ طَهَارَةِ مَا تَخَلَّلَ مِنَ الخَمْرِ

(٨١٧) السؤال: خَمْرٌ تَخَلَّلَ بنَفْسِه في آنيته التي جُعِلَ فيها، وهو يَبْلُغُ منها إلى النصف؛ فهل هذا الخَلُّ طاهرٌ أم لا؟ وهل ما عَلَا الخَلَّ مِنَ الخَابِيَة طاهرٌ أم لا؟

الجواب: إنَّ الخَمْرَ التي تَخلَّلت تَطهُر

<<  <  ج: ص:  >  >>