فإذا كانت قوانين هذه البلاد تُوجِب الذَّبْح وإنْهار الدَّم، فسَمِّ الله وكُلْ، ولا حَرَج عليك في جَهْلِك بالتَّسمية؛ لما ثبت في (صحيح البخاري) عن عائشة رضي الله عنها: (أَنَّ قَوْمًا قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَا بِاللَّحْمِ لَا نَدْرِي أَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا. فَقَالَ: سَمُّوا عَلَيْهِ أَنْتُمْ وَكُلُوهُ). قَالَتْ: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالْكُفْرِ.
ويمكنك السؤال عن طريقة الذَّبْح الرسميَّة المُعتمَدة في هذه البلاد، بل يلزمك ذلك بحُكْم قيادتك للمسلمين في هذه المنطقة من العالم، ثمَّ تَبْني موقفك في الفتوى بناءً عليها، بارك الله فيك، وزادك حرصاً وتوفيقاً، وألهمك الرُّشْد في القول والعمل، والله تعالى أعلى وأعلم.
[موسوعة فتاوى المغتربين - صلاح الصاوي (٨/ ٤٠٧ - ٤٠٨)]
* وانظر: فتوى رقم (٣٥٣)
* * *
(٥٤٤) السؤال: ذبيحة أهل الكتاب من اليهود والنَّصارى هل تَحِلُّ أو لا؟ وهل يُشترَط كون الذَّابح من اليهود إسرائيليًّا أم يكفي كونه كتابيًّا؟
الجواب: نعم؛ تَحِلُّ ذبيحة أهل الكتاب من اليهود والنصارى وغيرهم.
ولم أرَ مَن شرط كون اليهودي إسرائيليًّا من مشايخنا، بل إطلاق (الهداية) وغيرها يدلُّ على عدم الاشتراط المذكور.
وذكر في (المستصفى): تَحِلُّ مناكحتهم بشرط عدم اعتقاد كون المسيح إلهاً.
قال: أمَّا إذا اعتقدوه فلا.
وفي (مبسوط شيخ الإسلام): ويجب أن لا يأكلوا ما ذَبَح أهل الكتاب إن اعتقدوا أنَّ المسيح إلَهٌ، وأنَّ عُزَيْراً إلَهٌ، ولا يتزوَّجوا نساءهم، وقيل: عليه الفتوى.